1ـ المفهوم الحقیقی للشّفاعة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
القرآن ومسألة الشّفاعة2ـ الشّفاعة فی عالم التکوین

کلمة «الشفاعة» من «الشفع» بمعنى «الزوج» و«ضم الشیء إلى مثله»، یقابلها «الوتر» بمعنى «الفرد». ثم اُطلقت على انضمام الفرد الأقوى والأشرف إلى الفرد الأضعف لمساعدة هذا الضعیف، ولها فی العرف والشرع معنیان متباینان کل التباین:

أ) إنّ الشفاعة لدى السواد تعنی أن الشفیع یستفید من مکانته وشخصیته ونفوذه، لتغییر رأی صاحب قدرة بشأن معاقبة من هم تحت سیطرته.

والشفیع قد یرعب صاحب القدرة هذا، أو قد یستعطفه، أو قد یغیر أفکاره بشأن ذنب المجرم واستحقاقه للعقاب... وأمثال هذه الأسالیب.

الشفاعة بهذا المعنى هی ـ بعبارة موجزة ـ لا تعنی حدوث أی تغییر فی المحتوى النفسی والفکری للمجرم أو المتهم، بل إنّ کل التغییرات والتحولات تتوجه نحو الشخص الذی تقدم إلیه الشفاعة (تأمل بدقة).

هذا اللون من الشفاعة لیست له مکانة فی المفهوم الدینی على الإطلاق. لأنّ الله سبحانه وتعالى لا یخطأ حتى یتوسط الشفیع فی تغییر رأیه، ولا یحمل تلک العواطف الموجودة فی نفس الإنسان کی یمکن إثارة عواطفه، ولا یهاب نفوذ شخص کی ینصاع الأوامره، ولا یدور ثوابه وعقابه حول محور غیر محور العدالة.

 

ب) المفهوم الآخر للشفاعة یقوم على أساس تغییر موقف «المشفوع له». أی أنّ الشخص المشفوع له یوفّر فی نفسه الظروف والشروط التی تؤهّله للخروج من وضعه السیّء الموجب للعقاب، وینتقل ـ عن طریق الشفیع إلى وضع مطلوب حَسَن یستحق معه العفو والسماح. والإیمان بهذا النوع من الشفاعة ـ کما سنرى ـ یربّی الإنسان، ویصلح الأفراد المذنبین، ویبعث فیهم الصحوة والیقظة. والشفاعة فی الإسلام لها هذا المفهوم السامی.

وسنرى أنّ کل الاعتراضات والإنتقادات والحملات التی توجه إلى مسألة الشفاعة، إنّما تنطلق من فهم الشفاعة بالمعنى الأوّلی المنحرف، ولا تلتفت إلى المعنى الثانی المنطقی المعقول البنّاء.

هذا تفسیر مقتضب للونین من ألوان الشفاعة: أحدهما «تخدیری»، والآخر «بنّاء».

 

القرآن ومسألة الشّفاعة2ـ الشّفاعة فی عالم التکوین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma