ذهب البعض إلى أنّ مورد السؤال فی هذه الآیة عن الأشیاء التی یجب الإنفاق منها، ولکنّ الجواب کان عن مصارف هذه النفقات والصّدقات، أی الأشخاص المستحقّین لها، وذلک بسبب أنّ معرفة موارد الصّرف أهم وأولى، ولکنّ هذا الفهم من الآیة اشتباه محض، لأنّ القرآن الکریم أجاب عن سؤالهم وکذلک بیّن موارد الإنفاق، وهذا من فنون الفصاحة والبلاغة بحیث یجیب على السؤال ویضیف علیه بیان مسألة مهمّة ضروریّة.
وعلى أیّ حال فإنّ جملة (ما أنفقتم من خیر) تبیّن أنّ الإنفاق أمر جمیل وحسن فی کلّ موضوع ومن کلّ شیء ویستوعب جمیع الاُمور الحسنة سواءً کانت فی الأموال أو الخدمات أو الموضوعات المادیّة أو المعنویّة.
ثمّ إنّ کلمة (خیر) ذُکرت بصورة مطلقة أیضاً، وتدلّ على أنّ المال والثروة لیست شیئاً مذموماً بذاته، بل هی من أفضل وسائل الخیر بشرط الاستفادة السلیمة والصحیحة منها.
وکذلک فإنّ التعبیر بکلمة (خیر) یُمکن أن یکون إشارة إلى أنّ الإنفاق یجب أن یکون خالیاً من کلّ أذى ومنّة بالنسبة إلى الأشخاص المعوزین حتى یمکن أن یطلق علیه کلمة (خیر) بشکل مطلق.