لا أمل فی هؤلاء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
سبب النّزولسورة البقرة / الآیة 78 ـ 79

کان سیاق الآیات السابقة یتجه نحو سرد تاریخ بنی إسرائیل، وفی هاتین الآیتین یتجه الخطاب نحو المسلمین ویقول لهم: لا تعقدوا الآمال على هدایة هؤلاء الیهود، فهم مصّرون على تحریف الحقائق ونکران ما عقلوه (أفتطمعون أن یومنوا لکم وقد کان فریقٌ منهم یسمعون کلام الله ثمَّ یحرِّفونه من بعد ما عقلوه وهم یعلمون)!

وهذه عظة للمسلمین، ودفع لما قد یعتریهم من یأس نتیجة عدم استطاعتهم إقناع الیهود وجذبهم إلى الدین الجدید.

 

الآیتان الکریمتان توضحان أن السبب فی عدم استسلام هؤلاء القوم أمام المعجزة القرآنیة وسائر المعاجز النبویة الاُخرى، إنّما یعود لعناد متأصل فی هؤلاء ورثوه عن آبائهم الذین سمعوا کلام الله عند جبل الطور، ثم ما لبثوا أن حرّفوه بعد عودتهم.

من عبارة (وقد کان فریقٌ منهم...) نفهم أنّ بنی إسرائیل لم یکونوا بأجمعهم محرفین، بل إنّ فریقاً منهم ـ ومن المحتمل أن یشکل عددهم أکثریة بنی إسرائیل ـ کانوا هم المحرفین.

ورد فی أسباب النّزول أن مجموعة من بنی إسرائیل حین عادوا من جبل الطور قالوا: «سمعنا أنّ الله قال لموسى: إعملوا بأوامری قدر استطاعتکم، واترکوها متى تعذر علیکم العمل بها»! وکان ذلک أول تحریف فی بنی إسرائیل.

على أی حال، کان من المتوقع أن یکون الیهود أول من یؤمن بالرسالة الإسلامیة بعد إعلانها لأنّهم أهل کتاب (خلافاً للمشرکین)، ولأنّهم قرأوا صفات النبی(صلى الله علیه وآله) فی کتبهم، لکن القرآن یوجه أنظار المسلمین إلى سوء السابقة لدى هؤلاء القوم، ویوضح لهم أنّ الانحراف النفسی یدفع إلى الإعراض عن الحقیقة، مهما کانت هذه الحقیقة واضحة بیّنة.

الآیة التّالیة تلقی الضوء على حقیقة مُرّة اُخرى بشأن هذه الزمرة المنافقة وتقول: (وإذا لقوا الَّذین آمنوا قالوا آمنَّا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدِّثونهم بما فتح الله علیکم لیحاجّوکم به عند ربکم أفلا تعقلون)؟!

من المحتمل أیضاً أن تتحدث هذه الآیة فی صدرها عن المنافقین من الیهود الذین یتظاهرون بالإیمان لدى لقائهم بالمسلمین، ویبرزون إنکارهم عند لقائهم بأصحابهم، بل یلومون أولئک الیهود الذین یکشفون للمسلمین عمّا فی التوراة من أسرار.

هذه الآیة ـ على أی حال ـ تأیید للآیة السابقة، التی نهت المسلمین عن عقد الأمل على إیمان مثل هؤلاء القوم.

عبارة (بما فتح الله علیکم) قد تعنی المیثاق الإلهی الذی کان محفوظاً لدى بنی إسرائیل. وقد تشیر إلى الأسرار الإلهیّة المرتبطة بالشریعة الجدیدة.

ویتضح من الآیة أنّ إیمان هذه الفئة المنافقة من الیهود، کان ضعیفاً إلى درجة أنّهم تصوروا الله مثل إنسان عادیّ، وظنوا أنهم إذا أخفوا شیئاً عن المسلمین فسیخفى عن الله أیضاً.

لذلک تقول الآیة التالیة بصراحة: (أو لایعلمون أنَّ الله یعلم مایسرُّون وما یعلنون)؟!

 

 

سبب النّزولسورة البقرة / الآیة 78 ـ 79
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma