یستفاد من الآیة أعلاه ضمنیاً أنّ الدین والمجتمع البشری حقیقتان لا تقبلان الانفصال، فلا یمکن لمجتمع أن یحیى حیاة سلیمة دون دین وإیمان بالله وبالآخرة، ولیس بمقدور القوانین الأرضیّة أن تحلَّ الاختلافات والتناقضات الاجتماعیّة لعدم إرتباطها بدائرة إیمان الفرد وافتقارها التأثیر على أعماق وجود الإنسان، فلا یمکنها حل الاختلافات والتناقضات فی حیاة البشر بشکل کامل، وهذه الحقیقة أثبتتها بوضوح أحداث عالمنا المعاصر، فالعالم المسمّى بالمتطوّر قد ارتکب من الجرائم البشعة ما لم نرَ له نظیراً حتى فی المجتمعات المتخلّفة.
وبذلک یتّضح منطق الإسلام فی عدم فصل الدّین عن السّیاسة وأنّه بمعنى تدبیر المجتمع الإسلامی.