لفظ (لاجناح) یشیر إلى عدم حرمة السعی بین الصفا والمروة وجواز ذلک، وقد یسأل سائل عن سبب وجوب السعی فی الفقه الإسلامی، بینما الآیة تبیحه فقط؟
الجواب على هذا السؤال نفهمه بوضوح من سبب نزول الآیة، فالمسلمون کرهوا السعی بین الصفا والمروة، بعد أن شاهدوا باُم أعینهم مدى عبث المشرکین بهذا المکان، ومدى تلویثهم إیاه بالأصنام، فخالوا أن من غیر اللائق بالمسلم أن یسعى فی هذا المکان.
جاءت الآیة لتقول لهم: إنّ الصفا والمروة من شعائر الله، وعبارة (لا جناح)(1) لإزالة ما تصوروه من کراهة لهذا العمل.
وثمّة تعبیرات مشابهة ذکرها القرآن لأحکام اُخرى کصلاة المسافر فی قوله تعالى: (وإذا ضربتم فی الأرض فلیس علیکم جناحٌ أن تقصروا من الصَّلاة)(2).
ونعلم أنّ القصر واجب فی صلاة المسافر، لا جائز. بشکل عام قد تستعمل کلمة (لا جناح) لإزالة التوهم بحرمة الشیء أو بکراهته، وهذا المعنى یؤکّده حدیث عن الإمام محمّد بن علی الباقر(علیه السلام) فی کتاب «من لا یحضره الفقیه».(3)