تقدم المفعول على الفاعل یفید الحصر ـ کما یذکر أصحاب اللغة ـ، وتقدم «إیّاک» على «نَعْبُدُ» یدلّ على الحصر، أی أنّنا نعبدک دون سواک، ونتیجة هذا الحصر، هو توحید العبادة وتوحید الأفعال.
نعم، نحن محتاجون إلى عونه حتى فی العبودیة والطاعة، ولذلک ینبغی أن نستعین به فی ذلک أیضاً، کی لا تتسرب إلى أنفسنا أوهام العجب والریاء وأمثالها من الانحرافات التی تجهض عبودیتنا.
بعبارة اُخرى: حین نقول (إیَّاک نعبد) فان هذه الجملة یشم منها رائحة الاستقلالیة، لذلک نتبعها مباشرة بعبارة (إیَّاک نستعین)، کی نجسّم حالة الأمر بین الأمرین (لاَ جَبْرَ وَلا تَفْویض)، فی عباداتنا، ومن ثمّ فی کل أعمالنا.