قد یتساءل أحد عن الرّابطة بین ابتغاء فضل الله ومسألة الوقوف بعرفات والإفاضة منها إلى المشعر الحرام وثمّ إلى مِنى التی وردت الآیة الشریفة منضمّة بعضها إلى بعض.
یمکن أن تکون الرّابطة هی الإشارة إلى هذه الحقیقة وهی أنّ السعی المادی والاقتصادی إذا کان لله ومن أجل الحیاة الشریفة فیکون هذا نوع من العبادة حال مناسک الحجّ، أو أنّ حرکة وانتقال الحجّاج من مکّة إلى عرفات ومنها إلى المواقف الاُخرى یستلزم عادةً نفقات وخدمات کبیرة، فلو کان کلّ نوع من العلم والکسب فی هذه الأیّام محرّم على الحجّاج فمن الواضح أنّهم سیقعون فی حرج ومشقّة، فلهذا ذکرت الآیة الشریفة هذه العبارات منضمّة ومتتالیة.
أو یقال إنّ المفهوم منها هو أنّ الآیة تحذّر الحجّاج أن لا یُنسیکم العمل والکسب وسائر الفعالیّات الاقتصادیة ذکر الله والتوجّه إلیه وإدراک عظمته فی هذه المواقف الشریفة.