الشفاعة بمعناها الصّحیح لها قیود وشروط متعددة الجوانب، کما ذکرنا، من هنا فالمؤمنون بهذا المبدأ لابدّ أن یسعوا لتوفیر شروط الشّفاعة کی یشملهم عطاؤها، وأن یجتنبوا الذنوب التی تقضی على کل أمل فی الشفاعة کالظلم، وأن یستأنفوا حیاة جدیدة قائمة على أساس تغییر عمیق فی أنفسهم وأن یتوبوا من الذنب أو یهمّوا بالتوبة على الأقل من أجل بلوغ درجة «الإرتضاء» واتخاذ «العهد الإلهی» (بالتّفسیر المذکور).
علیهم أن یکفّوا عن مخالفة الأحکام والقوانین الإلهیّة، أو یقللوا من هذه المخالفة ما أمکنهم، ویعمّقوا فی أنفسهم الإیمان بالله والیوم الآخر.
من جهة اُخرى لابدّ لنیل شفاعة «الشفیع»، أن یسعى الفرد لإیجاد نوع من التشابه والسنخیة وإن کان ضعیفاً بینه وبین الشفیع.
وکما أن «الشّفاعة التّکوینیة» لا تتمّ إلاّ بوجود نوع من السّنخیة والتسلیم والاستعداد فی الموجود الأضعف، کذلک الشفاعة التشریعیة لا تتحقق إلاّ بتوفر مثل هذه القابلیّات، (تأمل بدقّة).
وبهذا یتضح بجلاء أنّ الشفاعة بمعناها الصحیح لها دور فعّال فی تغییر وضع المجرمین وإصلاحهم.