1 ـ هل البسملة جزء من السّورة؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
التّفسیر 2 ـ لفظ الجلالة جامع لصفاته تعالى

أجمع علماء الشیعة على أنّ البسملة جزء من سورة الحمد وکلّ سور القرآن، وکتابتها فی مطالع السور أفضل شاهد على ذلک، لأنّنا نعلم أن النصّ القرآنی مصون عن أیّة إضافة، وذکر البسملة معمول به منذ زمن النبی(صلى الله علیه وآله).

أمّا علماء السنّة فاختلفوا فی ذلک، وصاحب المنار یجمع أقوالهم فیما یلی:

«أجمع المسلمون على أنّ البسملة من القرآن وأنّها جزء آیة من سورة النمل. واختلفوا فی مکانها من سائر السور، فذهب إلى أنّها آیة من کل سورة علماء السلف من أهل مکّة ـ فقهاؤهم وقرّاؤهم ـ ومنهم: ابن کثیر. وأهل الکوفة ومنهم عاصم والکسائی من القراء، وبعض الصحابة والتابعین من أهل المدینة، والشافعی فی الجدید وأتباعه، والثوری وأحمد فی أحد قولیه، والإمامیة، ومن المروی عنهم ذلک من علماء الصحابة علیّ وابن عباس وابن عمر وأبو هریرة، ومن علماء التابعین سعید بن جبیر وعطاء والزهری وابن المبارک. وأقوى حججهم فی ذلک إجماع الصحابة ومن بعدهم على إثباتها فی المصحف أول کل سورة سوى سورة البراءة (التوبة) مع الأمر بتجرید القرآن عن کل ما لیس منه. ولذلک لم یکتبوا (آمین) فی آخر الفاتحة...».

ثم ینقل عن مالک والحنفیة وآخرین، أنّهم ذهبوا إلى أنّ البسملة آیة مستقلّة نزلت لبیان رؤوس السور والفصل بینها.

وعن حمزة من قرّاء الکوفة وأحمد «الفقیه السنّی المعروف» أنّها من الفاتحة دون غیرها من سور القرآن (1).

ومن مجموع ما ذکر یستفاد أنّ الأکثریة الساحقة من أهل السنّة یرون أنّ البسملة جزء من السّورة کذلک.

ننقل هنا طائفة من الروایات المنقولة فی هذا الصدد بطرق الشیعة والسنّة، وبالقدر الذی یتناسب مع هذا البحث التّفسیری:

عن معاویة بن عمار قال: قُلْتُ لاَِبی عَبْدِ اللهِ(علیه السلام): إذا قُمْتُ لِلصَّلاَةِ أقْرَاُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ

الرَّحِیمِ فِی فاتِحَةِ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: فَإذا قَرَأْتُ فَاتِحَةَ الْقُرْآنِ أَقْرَاُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ مَعَ السُّورَةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» (2).

ما أخرجه الدارقطنی بسند صحیح عن علی(علیه السلام): «أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ السَّبْعِ الْمَثَانِی، فَقَالَ: اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ، فَقِیلَ لَهُ: إنَّمَا هِیَ سِتُّ آیَات فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ آیة» (3).

روى البیهقی بسنده عن ابن جبیر، عن ابن عباس، قال: «إسْتَرَقَ الشَّیطانُ مِنَ النَّاسِ أَعْظَمَ آیَة مِنَ الْقُرْآنِ: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِیم: (إشارة إلى شیوع عدم قراءتها فی مطالع السور) (4).

أضف إلى ذلک، أنّ سیرة المسلمین جرت دوماً على قراءة البسملة فی مطالع السور لدى تلاوة القرآن، وثبت بالتواتر قراءة النبی لها، وکیف یمکن أن تکون أجنبیة عن القرآن والنبی والمسلمون یواظبون على قراءتها لدى تلاوتهم القرآن؟!

وأمّا ما ذهب إلیه بعضهم من احتمال أنّ البسملة آیة مستقلّة ولیست جزءً من سور القرآن، فهو احتمال واه ضعیف، لأنّ مفهوم البسملة یشعر ببدایة العمل، ولا یفصح عن معنى منفصل مستقل.

وفی اعتقادنا أنّ الإصرار على فصل البسملة عن السور تعصّب لا مبرر له، ولا ینهض علیه دلیل، فی حین أنّ مضمونها مسفر عن أنّها بدایة لما بعدها من الأبحاث.

یبقى إیراد واحد، هو أنّ البسملة لا تحتسب فی عدّ آیات سور القرآن (عدا بسملة سورة الحمد)، بل یبدأ العدّ من الآیة التالیة للبسملة.

والجواب على ذلک ما ذکره (الفخر الرازی) فی تفسیره الکبیر، إذ قال: لا یمنع أن تکون البسملة لوحدها آیة فی سورة الحمد، وأن تکون جزءً من الآیة الاُولى فی سائر سور القرآن (أی أنّ مطلع سورة الکوثر مثلا: بسم الله الرحمن الرحیم إنّا أعطیناک الکوثر) یعتبر کلّه آیة واحدة.

والمسألة ـ على أیّ حال ـ واضحة إلى درجة کبیرة حتى روی: أنَّ مُعَاوِیَةَ صَلّى بِالنّاسِ فی فَتْرَةِ حُکُومَتِهِ فَلَمْ یَقْرَأْ اَلْبسْمَلَةَ، فَصَاحَ جَمْعٌ مِنَ الْمُهاجِرینَ وَالاَْنْصَارِ بَعْدَ الصَّلاَةِ: أَسَرَقْتَ أَمْ نسِیتَ؟ (5).

 


1. تفسیر المنار، ج 1، ص 39 و40.
2. أصول الکافی، ج 3، ص 312; ووسائل الشیعة، ج 6، ص 58، ح 340.
3. الإتقان، ج 1، ص 136; وسنن دارقطنى، ج 1، ص 311.
4. السنن الکبرى، ج 2، ص 50 (بتفاوت یسیر); وفتح القدیر، ج 1، ص 18.
5. السنن الکبرى، ج 2، ص 49; والحاکم فی المستدرک، ج 1، ص 233.

 

التّفسیر 2 ـ لفظ الجلالة جامع لصفاته تعالى
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma