روی عن ابن عباس بشأن نزول الآیة الاُولى أنّ یهود المدینة ونصارى نجران، کانوا یأملون أن تکون قبلة المسلمین موافقة دائماً لقبلتهم، فلمّا تغیّرت قبلة المسلمین من بیت المقدس إلى الکعبة یئسوا من نبی الإسلام.
ولعل بعض المسلمین لم یرق له هذا التغییر، لرغبته أن لا یحدث عملا یؤدّی إلى إزعاج الیهود والنصارى(1).
الآیة الاُولى نزلت لتعلن للنبىّ أنّ هذه الفئة من الیهود والنصارى لا ترضى عنک بالإشتراک فی قبلتهم ولا بأی شیء آخر، إلاّ أن تقبل کلَّ ما یتّبعونه.
وقیل: إن الآیة نزلت إثر إصرار النبی على إرضاء أهل الکتاب طمعاً فی قبولهم الإسلام، فنزلت الآیة لتؤکد أن رضى هؤلاء غایة لا تدرک إلا بإعتناق دینهم(2).
وبشأن نزول الآیة الثانیة وردت روایات مختلفة، قیل إنّها نزلت فیمن إلتحق بجعفر بن أبی طالب لدى عودته من الحبشة وهم أربعون نفراً، إثنان وثلاثون من أهل الحبشة وثمانیة رهبان فیهم «بحیرا» الراهب المعروف.(3) وقیل إنّها نزلت فی یهود أسلموا وحسن إسلامهم من أمثال: عبد الله بن سلام وسعید بن عمرو، وتمام بن یهودا.(4)