1ـ «الأمانی» جمع «اُمنیة» وهی الرجاء الذی لا یتحقق للإنسان.
والآیة تطرح اُمنیة واحدة من اُمنیات أهل الکتاب، ولکن هذه الاُمنیة ـ أی أمنیة احتکار الجنّة ـ هی مصدر أمان اُخرى، وبعبارة اُخرى: اُمنیّتهم لها فروع وإمتدادات، ولذلک عبّر عنها القرآن بلفظ (أمانی).
2ـ نسبت الآیة الکریمة التسلیم إلى (الوجه): (بلى من أسلم وجهه...)، وذلک یعود إلى أنّ الإنسان حین یستسلم لشیء، فأوضح مظهر لهذا الاستسلام هو أن یولی وجهه تجاه ذلک الشیء. ومن المتحمل أیضاً أنّ «الوجه» یعنی فی الآیة الذات، ویکون المعنى أنّ هؤلاء أسلموا بکل وجودهم لأوامر الله.
3ـ الآیتان المذکورتان تعلّمان المسلمین عدم الانجراف وراء الإدّعاءات الباطلة غیر القائمة على دلیل، وتعلّمهم أن یطلبوا الدلیل والبرهان من صاحب الإدعاء، وبذلک یسدّ القرآن الطریق أمام الانجراف الأعمى وراء التقلید، ویجعل التفکیر المنطقی سائداً فی المجتمع.
4ـ ذکر عبارة (وهو محسنٌ) بعد طرح مسألة التسلیم، إشارة إلى أنّ الإحسان بالمعنى الواسع للکلمة لا یتحقق إلاّ برسوخ الإیمان فی النفوس، کما تفهم العبارة أنّ صفة الإحسان لیست طارئة فی نفوس المؤمنین، بل هی خصلة نافذة فی أعماق هؤلاء.
ونفی الخوف والحزن عن أتباع خط التوحید سببه واضح، لأنّ هؤلاء یخافون الله دون سواه، بینما المشرکون یخشون من کل ما یهدد مصالحهم الدنیویة التافهة، بل یخشون أموراً خرافیة موهومة تقلقهم وتقضّ مضاجعهم.