الاُمّة التی تتحرر بعد عصر من الذّل والاستضعاف والاستعباد، لا تستطیع أن تتخلى تماماً عن حالتها النفسیة والثقافیة الموروثة عن عصر الطاغوت، ولابدّ من فترة برزخیة تمرّ بها کی تکون قادرة على إقامة حکم الله فی الأرض، وفق معاییر إلهیّة بعیدة عن مؤثرات عصر الطاغوت.
وسواء امتدت هذه الفترة البرزخیة أربعین عاماً کما حدث لبنی إسرائیل، أو أقل أو أکثر، فهی فترة عقاب إلهی هدفها التزکیة والإصلاح والبناء لأنّ مجازاة الله لیست لها جنبة انتقامیة.
ولابدّ أن یبقى بنو اسرائیل فترة أربعین عاماً من «التیه» فی الصحراء لیتربّى جیل جدید حامل لصفات توحیدیة ثوریة، ومؤهل لإقامة الحکم الإلهی فی الأرض المقدّسة.