ومن الآیة محل البحث نفهم الجواب على السؤال عن سبب ظهور الأدیان الإلهیّة الکبرى فی منطقة الشرق الأوسط (الدین الإسلامی والمسیحی والیهودی ودین إبراهیم و...) لأنّ التاریخ یشهد على أنّ مهد الحضارات البشریّة کانت فی هذه المنطقة من العالم
وانتشرت منها إلى المناطق الاُخرى، ومع الإلتفات إلى الرابطة الشدیدة بین الدین والحضارة وحاجة المجتمعات المتحضّرة إلى الدین من أجل حل الاختلافات والتناقضات الهدّامة یتّضح أنّ الدین لابدّ أن یتحقّق فی هذه المنطقة بالذّات.
وعندما نرى أنّ الإسلام انطلق من محیط جاهلی متخلّف کمجتمع مکّة والمدینة فی تلک الأیّام، فذلک بسبب أنّ هذه المنطقة تقع على مفترق طرق عدّة حضارات عظیمة فی ذلک الزّمان، ففی الشمال الشرقی من جزیرة العرب کانت الحضارة الفارسیّة وبقیّة من حضارة بابل، وإلى الشمال کانت حضارة الرّوم، وفی الشّمال الغربی کانت حضارة مصر القدیمة بینما کانت حضارة الیمن فی الجنوب.
وفی الحقیقة أنّ مرکز ظهور الإسلام فی ذلک الزمان کان بمثابة مرکز الدّائرة التی تُحیط بها الحضارات المهمّة فی ذلک الزمان (فتأمّل بالدّقة).