ذکر القرآن الکریم أنواع النعم المادیة فی الجنّة مثل: جنات تجری من تحتها الأنهار، ومساکن طیّبة، وأزواج مطهرة، وثمار متنوعة، وخلاّن متحابین، ولکنه ذکر إلى جانب هذه النعم المادیة نعماً أهم منها هی النعم المعنویة التی لا نستطیع أن نفهم عظمتها بمقاییسنا، کقوله: (وعد الله المؤمنین والمؤمنات جنَّات تجری من تحتها الأنهار خالدین فیها ومساکن طیِّبةً فی جنَّات عدن ورضوانٌ من الله أکبر ذلک هو الفوز العظیم )(1).
وفی آیة اُخرى یقول سبحانه بعد ذکر النعم المادیة: (رضی الله عنهم ورضوا عنه ) (2) .
لو بلغ الإنسان هذه المرتبة حیث یرضى الله عنه ویرضى عن الله لأَحسّ بلذّة لا ترقى إلیها لذّة، ولهانت فی نظر هذا الإنسان سائر اللذات، عندها یرتبط هذا الإنسان بالله ولا یفکر بما سواه، وهی مرتبة یعجز القلم واللسان عن وصف سموّها وأبعادها.
بعبارة موجزة: کما أنّ للمعاد جانباً روحیاً جسمیاً، کذلک نِعم الجنة ذات جانبین أیضاً، کی تکون جامعة وقابلة لاستفادة أهل الجنّة جمیعاً، کلٌّ على قَدَر کفاءته ولیاقته.