بعد أن ذکرت الآیة الکریمة بعض أحکام الصوم والاعتکاف، عبّرت عن هذه الأحکام بالحدود الإلهیّة، وهی الحدود بین الحلال والحرام... بین الممنوع والمباح. ومن الملفت للنظر أنّ الآیة لم تقل لا تتجاوزوا هذه الحدود، بل قالت: (فلا تقربوها)، لأنّ الاقتراب منها یؤدّی إلى إثارة الوساوس، وقد یؤدّی أحیاناً إلى تجاوز هذه الحدود.
لذلک نهى الإسلام عن الولوج فی مناطق تؤدّی إلى إنزلاق الإنسان فی المحرمات، کالنهی مثلا عن الاشتراک فی مجالس شرب الخمر حتى مع عدم التلوث بالخمرة، أو النهی عن الاختلاء بالمرأة الأجنبیة.
هذا النهی ورد فی النصوص الإسلامیة تحت عنوان «حمایة الحمى».
ورد عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) قال: «إنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، فَمَنْ یَرْتَعُ حَوْلَ الْحِمى یُوشَکُ أَنْ یَقَعَ فِیهِ».(1)
من هنا فالمتقون لا یجنّبون أنفسهم الوقوع فی المحرمات فحسب، بل یسعون إلى عدم الإقتراب من حافّة الحرام.