5ـ خداع الضمیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
4ـ مؤامرة المنافقین6ـ التجارة الخاسرة

المنافقون یشکلون مشکلة کبرى للمسلمین، ذلک لأنّ المسلمین مکلفون ـ من جهة ـ باحتضان کلّ من یظهر الإسلام وبالامتناع عن تفتیش عقائد الأفراد، ومسؤولون ـ من جهة اُخرى ـ عن الحذر من مؤامرات المنافقین وتحرکاتهم المشبوهة التی یستهدفون منها الوقوف بوجه الرسالة، وإن اتخذت هذه التحرکات صفة إسلامیة ظاهریة.

المنافقون یظنون أنّهم بعملهم هذا یستطیعون أن یخدعوا المسلمین ویمرروا علیهم مؤامراتهم، بینما هؤلاء یخدعون أنفسهم.

التعبیر القرآنی (یخادعون الله والَّذین آمنوا ) یوضّح مفهوماً دقیقاً، فکلمة یخادعون تعنی الخداع المشترک من الطرفین، وتبیّن أنّ هؤلاء المنافقین کانوا یعتقدون ـ لعمى بصیرتهم ـ أنّ النبی خدّاع توسّل بالدین والنبوّة وجمع حوله السذّج من النّاس لیکون له حکم وسلطان، ومن هنا راح المنافقون یتوسلون بخدعة لمقابلة خدعة النبی! فالتعبیر القرآنی المذکور یوضّح إذن لجوء المنافقین إلى الخدعة، ویبین کذلک نظرة هؤلاء الخاطئة إلى النبی الأعظم (صلى الله علیه وآله).

ثم تردّ الآیة الکریمة على هؤلاء وتقول: (وما یخدعون إلاّ أنفسهم وما یشعرون )، فالفعل «یخدعون» یوضِّح أنّ الخداع من جانب المنافقین فقط، وتؤکد الآیة أیضاً أنّهم یخدعون أنفسهم دون أن یشعروا، لأنّهم یبددون بأفعالهم هذه طاقاتهم العظیمة على طریق الانحراف، ویحرمون أنفسهم من السعادة التی رسم الله طریقها لهم، ویغادرون الدنیا وهم صفر الیدین من کل خیر، مثقلون بأنواع الذنوب والآثام.

لا یمکن لأحد أن یخدع الله طبعاً لأنّه سبحانه عالم بالجهر وما یخفى، وتعبیر (یخادعون الله ) إمّا أن یکون المقصود به یخادعون الرّسول والمؤمنین، لأنّ من یخدع الرّسول والمؤمنین فکأنه خدع الله (فی القرآن مواضع کثیرة عظّم فیها الله رسوله والمؤمنین إذ قرن اسمهم باسمه). وإمّا أن یکون نقص العقل وسوءالفهم قد بلغ بالمنافقین حداً تصوروا معه أنّهم قادرون على أن یخفوا على الله شیئاً من أعمالهم (شبیه ذلک ماورد فی آیات اُخرى من کتاب الله العزیز).

على أیّ حال، الآیة المذکورة تشیر بوضوح إلى حقیقة خداع الضمیر والوجدان، وأنّ الإنسان المنحرف الملوّث کثیراً ما یعمد إلى خداع نفسه ووجدانه للتخلص من تأنیب

الضمیر، ویصبح بالتدریج مقتنعاً بأنّ قبائحه لیست عملا انحرافیاً، بل هی أعمال إصلاحیة (إنَّما نحن مصلحون )، وبذلک یخدعون أنفسهم، ویستمرون فی غیّهم.

ذکر أنّ أحد القادة الأمریکیین وجّه إلیه سؤال حول سبب إلقاء القنبلة الذریة على مدینتی (هیروشیما وناکازاکی) الیابانیتین ممّا أدّى إلى مقتل مأئتی ألف إنسان بریء أو أصابتهم بالعاهات، فقال: نحن فعلنا ذلک من أجل السلام! ولو لم نفعل ذلک لطالت الحرب أکثر، ولذهب ضحیتها عدد أکبر من القتلى!!

المنافقون فی کل عصر وفی عصرنا هذا یتشبّثون بمثل هذه الأقاویل لخداع النّاس وخداع أنفسهم، فهذا الزعیم الأمریکی یضع أمامه طریقین فقط هما: استمرار الحرب أو القصف الذری للمدن الآمنة، متناسیاً طریقاً ثالثاً واضحاً وهو الکف عن الإعتداء على الشعوب وترک النّاس أحراراً مع ثرواتهم! وممّا تقدم یتضح أنّ النفاق وسیلة لخداع الضمیر وشلّ مفعوله، وما أخطر عملیة شلّ الضمیر الإنسانی، الذی یعتبر الواعظ الداخلی والرقیب الیقظ الأمین والمندوب الإلهی فی نفس الإنسان!!.

 

4ـ مؤامرة المنافقین6ـ التجارة الخاسرة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma