توقّع غیر معقول

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
سورة البقرة / الآیة 210 والخلاصة أنّ لهذه الآیة ثلاثة تفاسیر

قد یبدو للوهلة الاُولى أنّ فی هذه الآیة الکریمة نوعاً من الإبهام والتعقید، لکنّ ذلک یزول عند إمعان النظر بتعبیراتها.

الآیة تخاطب الرسول(صلى الله علیه وآله) وتقول معقبّة على الآیات السابقة: ألیست کلّ هذه الدلائل والآیات والأحکام الواضحة کافیة لصدّ الإنسان عن الهلکة وانقاذه من براثن عدوّه المبین (الشیطان)، هل ینتظرون أن یأتی الله إلیهم مع الملائکة فی وسط الغمامة ویطرح علیهم من الآیات والدلائل أوضح ممّا سبق، وإنّ ذلک محال، وعلى فرض کونه غیر محال فإنّه لا ضرورة لذلک: (هل ینظرون إلاّ أن یأتیهم الله فی ظلال من الغمام والملائکة وقضی الأمر) (1) .

أمّا ما هو المراد من «قُضی الأمر» الوارد فی الآیة؟

ذهب المرحوم (الطبرسی) فی مجمع البیان أنّ معناها انتهاء حساب البشر فی یوم القیامة ودخول أهل الجنّة إلى الجنّة وأهل النّار إلى النّار، (2) وعلى هذا الأساس فالآیة ناظرة إلى الآخرة فی حین أنّ ظاهر الآیة یتعلّق بهذه الحیاة الدنیا، ولهذا فلیس من البعید أن تکون هذه الآیة إشارة إلى نزول العذاب الإلهی على الکفّار المعاندین، وقد ورد هذا المعنى فی کلام الطبرسی وغیره من المفسّرین بعنوان أحد الإحتمالات. (3)

 

ویمکن أن یکون المعنى إشارة إلى انتهاء مأموریّة التبلیغ وبیان الحقائق الواردة فی الآیة السابقة بعنوان (بیّنات)، وبهذا یکون انتظار وتوقع هؤلاء بلا معنى، فعلى فرض المحال إمکانیّة حضور الله تعالى والملائکة أمامهم فلا حاجة إلى ذلک کما ذکرنا، لأنّ مستلزمات الهدایة قد وُضعت أمامهم بالقدر الکافی، وبناءً على هذا التفسیر لایوجد فی الآیة أی تقدیر، والألفاظ بعینها قد فُسّرت، وبهذا یکون الإستفهام الوارد فی الآیة استفهاماً إنکاریّاً.

وهناک من المفسّرین من لم یرَ الاستفهام فی الآیة إستنکاریّاً، واعتبره نوعاً من التهدید للمذنبین ولاُولئک السائرین على خُطى الشیطان، سواء کان التهدید بعذاب الآخرة أو الدنیا، ولهذا فهم یقدّرون قبل کلمة «الله» کلمة (أمر) فیکون المعنى حینئذ: (أیرید هؤلاء بأعمالهم هذه أن یأتیهم أمر الله وملائکته لمعاقبتهم وتعذیبهم ولینالوا عذاب الدنیا أو الآخرة وینتهی أمرهم وأعمالهم).

ولکنّ التفسیر المذکور أعلاه أنسبُ المعانی لهذه الآیة ظاهراً ولا حاجة إلى التقدیر.


1. «ظُلل» جمع «ظلة» یقال لکلّ شیء یصنع ظلاً، و«غمام» بمعنى السحاب.
2. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة مورد البحث; وبحارالانوار، ج 7، ص 68.
3. ورد روایة فی هذا المورد وفی تفسیر هذه الآیة تأکید الاحتمال أعلاه: (تفسیر الإمام الحسن العسکری، ص 629 و630، ح 367).
 

 

سورة البقرة / الآیة 210 والخلاصة أنّ لهذه الآیة ثلاثة تفاسیر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma