التّفسیر الصحیح والمنطقی للشفاعة ـ بالمفهوم الذی مرّ بنا ـ له مصادیق کثیرة فی عالم التکوین والخلقة، (إضافة إلى عالم التشریع). الطاقات الأقوى فی هذا العالم تنضم إلى الأضعف منها لتسیّرها نحو أهداف بنّاءة.
الشمس تشرق والأمطار تتساقط، لتفجّر القوّة الکامنة فی البذرة لتحرکها نحو الإنبات، ونحو شقّ جسم التربة والخروج إلى الفضاء الذی استمدت البذرة منه طاقات النموّ والتکامل.
هذه الظواهر هی فی الحقیقة شفاعة تکوینیة على صعید قیامة الحیاة الدنیا، ولو انطلقنا من هذه النماذج الکونیة فی الشفاعة لفهم الشفاعة على صعید التشریع، لابتعدنا عن الانحراف، وسنوضّح ذلک قریباً.