هناک عدّة أهداف للأدیان الإلهیّة، منها تهذیب النّفوس البشریّة وإیصالها إلى مقام القرب الإلهی، ولکن من أهمّ الأهداف أیضاً هو رفع الاختلافات، لأنّ هناک بعض العوامل من قبیل القومیّة والرّس واللّغة والمناطق الجغرافیة دائماً تکون عوامل تفرقة بین المجتمعات البشریّة، والأمر الّذی بإمکانه أن یوحّد هذه الحلقات المختلفة ویکون بمثابة حلقة إتّصال بین أفراد البشر من مختلف القومیّات والألوان واللّغات والمناطق الجغرافیة هو الدّین الإلهی، حیث بإمکانه أن یهدم جمیع هذه السدود، ویُزیل تمام هذه الحدود، ویجمع البشریة تحت رایة واحدة بحیث نرى نموذجاً من ذلک فی مناسک الحجّ العبادیة والسیاسیة.
وعندما نرى أنّ بعض الأدیان والمذاهب هی السبب فی الاختلاف والنّزاع بین طوائف البشر، لأنّها قد خالطتها الخرافات واقترنت بالتّعصب الأعمى، وإلاّ فإنّ الأدیان الإلهیّة لو لم تتعرّض للتحریف لکانت سبباً للوحدة فی کلّ مکان.