الذین أنعم الله علیهم، تبیّنهم الآیة الکریمة من سورة النساء إذ یقول: (ومن یطع اللهو الرَّسول فاولئک مع الَّذین أنعم الله علیهم من النَّبیین والصِّدِّیقین والشُّهداء والصَّالحینو حسن اولئک رفیقاً ) (1) .
والآیة ـ کما هو واضح ـ تقسّم الذین أنعم الله علیهم على أربع مجامیع: الأنبیاء، والصدیقین، والشهداء، والصالحین.
لعل ذکر هذه المجامیع الأربع، إشارة إلى المراحل الأربع لبناء المجتمع الإنسانی السالم المتطوّر المؤمن.
المرحلة الاُولى: مرحلة نهوض الأنبیاء بدعوتهم الإلهیّة.
المرحلة الثانیة: مرحلة نشاط الصدیقین، الذین تنسجم أقوالهم مع أفعالهم، لنشر الدعوة.
المرحلة الثالثة: مرحلة الکفاح بوجه العناصر المضادة الخبیثة فی المجتمع، وفی هذه المرحلة یقدم الشهداء دمهم لإرواء شجرة التوحید.
المرحلة الرابعة: هی مرحلة ظهور «الصالحین» فی مجتمع طاهرینعم بالقیم والمثل الإنسانیة باعتباره نتیجة للمساعی والجهود المبذولة.
نحن ـ إذن ـ فی سورة الحمد نطلب من الله ـ صباحاً ومساءاً ـ أن یجعلنا فی خط هذه المجامیع الأربعة: خط الإنبیاء، وخط الصدیقین، وخط الشهداء، وخط الصالحین، ومن الواضح أنّ علینا أن ننهض فی کل مرحلة زمنیّة بمسؤولیتنا ونؤدّی رسالتنا.