ثمّة منطلقان أساسیان للتغلب على الصعاب والمشاکل، أحدهما داخلی، والآخر خارجی.
أشارت الآیة إلى هذین المنطلقین بعبارة «الصبر» و«الصلاة». فالصبر هو حالة الصمود والاستقامة والثبات فی مواجهة المشاکل، والصلاة هی وسیلة الإرتباط بالله حیث السندُ القویّ المکین.
کلمة «الصبر» فسّرت فی روایات کثیرة بالصوم، (1) لکنها لا تنحصر حتماً، بالصوم الذی هو أحد المصادیق الواضحة البارزة للصبر، لأنّ الإنسان یحصل فی ظل هذه العبادة الکبرى على الإرادة القویة والإیمان الراسخ والقدرة على التحکم فی المیول والرغبات.
روى بعض المفسّرین فی تفسیر هذه الآیة: أنّ النبی (صلى الله علیه وآله) کان إذا أحزنه أمر استعان بالصلاة والصوم (2) .
وعن الإمام جعفر بن محمّد الصادق (علیه السلام) أنّه قال: «مَا یَمْنَعُ أَحَدَکُمْ إذَا دَخَلَ عَلَیْهِ غَمٌّ مِنْ غُمُوم الدُّنْیَا أَنْ یَتَوَضَّأَ ثُمَّ یَدْخُلَ الْمَسْجِدَ فَیَرْکَعَ رَکْعَتَینِ یَدْعُو اللهَ فِیهِمَا، أَمَا سَمِعْتَ اللهَ تَعَالى یَقُولُ: وَاسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ» (3) .
التوجه إلى الصلاة والتضرّع إلى الله سبحانه یمنح الإنسان طاقة جدیدة تجعله قادراً على مواجهة المشاکل.
وفی کتاب «الکافی» عن الصادق (علیه السلام): «کَانَ عَلِیٌّ (علیه السلام) إذَا هَالَهُ أمْرٌ فَزَعَ إلىَ الصّلاَةِ ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الاْیَةَ: وَاسْتَعینُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ». (4)
نعم، الصلاة تربط الإنسان بالقدرة اللامتناهیة التی لا یقهرها شیء، وهذا الإحساس یبعث فی الإنسان قوّة وشهامة على تحدّی المشاکل والصعاب.