بما تقدم فی بیان حقیقة الإمامة یتضح أنّه من الممکن أن تکون لشخص منزلة النّبوة وتبلیغ الرسالة، بینما لا تکون له منزلة الإمامة، وهذه المنزلة تحتاج إلى مؤهلات کثیرة فی جمیع المجالات. وهی المنزلة التی نالها إبراهیم(علیه السلام) بعد کل هذه الامتحانات والمواقف العظیمة، وکانت آخر مرحلة من مراحل مسیرته التکاملیة.
من ذهب إلى أنّ الإمامة هی «أن یکون الفرد لائقاً ونموذجیاً» فقط، ما فهم أن هذه الصفة کانت موجودة فی إبراهیم(علیه السلام) منذ بدایة النّبوة.
ومن قال إنّ المقصود من الإمامة «أن یکون الفرد قدوة»، فاته أنّ هذه صفة جمیع
الأنبیاء منذ ابتدائهم بدعوة النّبوة، ولذلک وجب أن یکون النبی معصوماً لأنّ أعماله قدوة للآخرین.
من هنا، فمنزلة الإمامة أسمى ممّا ذکر، بل أسمى من النّبوة والرسالة، وهی المنزلة التی نالها إبراهیم من قبل الله بعد أن اجتاز الامتحان تلو الامتحان.