الإحباط والتکفیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
القتال فی الأشهر الحُرُم سورة البقرة / الآیة 219 ـ 220

(حبط) فی الأصل کما یقول الراغب فی مفرداته بمعنى أنّ الحیوان قد یأکل کثیراً حتى تنتفخ بطنه، وبما أنّ هذه الحالة تؤدّی إلى فساد الغذاء وعدم تأثیره الإیجابی فی الحیوان استُعملت هذه الکلمة بمعنى البطلان وذهاب الأثر، ولذلک ورد فی معجم مقاییس اللّغة أنّ معنى هذه الکلمة هو البطلان، ومن ذلک ما ورد فی آیة 16 من سورة هود حیث أوردت هذه الکلمة مساوقة للبطلان (اولئک الّذین لیس لهم فی الآخرة إلاّ النّار وحبط ما صنعوا فیها وباطلٌ ما کانوا یعملون).

وأمّا (الإحباط) فکما یقول علماء العقائد والمتکلّمون أنّها تعنی إبطال ثواب الأعمال السابقة بسبب ارتکاب الذنوب اللاّحقة، ویقابله «التکفیر» بمعنى زوال العقوبات وآثار الذنوب السابقة بسبب الأعمال الصالحة بعد ذلک.

وهناک بحث بین علماء العقائد فی صحّة الإحباط والتکفیر بالنّسبة لثواب الأعمال الصالحة وعقوباتها وعقاب الأعمال الطالحة والمشهور بین المتکلّمین الإمامیّة کما یقول العلاّمة المجلسی هو بطلان الإحباط والتکفیر، غایة الأمر إنّهم یرون أنّ تحقق الثواب مشروط أن یستمر الإنسان على إیمانه فی الدنیا إلى النهایة، والعقاب مشروط کذلک بأن یرحل من هذه الدنیا بدون توبة، ولکنّ العلماء المعتزلة یعتقدون بصحّة الإحباط والتفکیر بالنّظر إلى ظواهر بعض الآیات والروایات (1) .

ویرى الخواجة نصیرالدین الطوسی فی کتاب ( تجرید العقائد) بطلان القول بالإحباط، واستدلّ على ذلک بالدلیل العقلی والنقلی، أما الدلیل العقلی فهو أنّ الإحباط نوع من الظلم (لأنّ الشخص الّذی قلّت حسناته وکثرت ذنوبه سیکون بعد الإحباط بمنزلة من لم یأت بعمل حسن إطلاقاً وهذا نوع من الظلم بحقّه)، وأمّا الدلیل النقلی فالقرآن یصرّح (فمن یعلم مثقال ذرّة خیراً یره * ومن یعمل مثقال ذرّة شرّاً یره) (2) (3) .

بعض علماء المعتزلة مثل (أبوهاشم) ذهب إلى إقتران الإحباط والتکفیر بشکل متوازن، بهذا المعنى أنّه جمع بین العقاب والثواب فی میزان واحد وبعد حدوث الکسر والإنکسار بینهما یتمّ الحصول على النتیجة النهایة.

ولکنّ الحقّ هو أنّ الإحباط والتکفیر من الاُمور الممکنة، ولا تستلزم الظلم مطلقاً، وتدل على ذلک الآیات والرّوایات الصّریحة، والظاهر أنّ ما ذهب إلیه المنکرون هو نوع من الإلتباس اللّفظی.

وتوضیح ذلک: تارةً یعمل الإنسان سنوات طویلة بمشّقة کبیرة ویُنفق رأس مال کثیر، ولکنّه قد یخسر کلّ تلک الأفعال بخطأ بسیط، فهذا یعنی أنّ حسناته السابقة قد اُحبطت، وعلى العکس من ذلک فیما لو کان قد خسر کثیراً فی السابق لإرتکابه بعض الأخطاء والحماقات، ولکنّه یجبر ذلک بعمل عقلائیٍّ واحد، فهذا نوع من أنواع التکفیر (التکفیر نوع من أنواع التغطیة والجبران) وکذلک یصدق هذا الأصل فی المسائل المعنویة أیضاً.


1. بحار الأنوار، ج 5، ص 332.
2. الزلزلة، 7 و8 .
3. تجرید العقائد، ص 327.
 

 

القتال فی الأشهر الحُرُم سورة البقرة / الآیة 219 ـ 220
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma