2ـ السّماوات السّبع

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
1ـ التناسخ أو عودة الأرواح3ـ عظمة الکائنات

کلمة «سماء» تشیر إلى جهة علیا، ولها مفهوم واسع ذو مصادیق مختلفة. ولذلک کان لها استعمالات عدیدة فی القرآن الکریم:

أطلقت أحیاناً على «الجهة العلیا» المجاورة للأرض کقوله تعالى: (ألم ترکیف ضرب الله مثلا کلمةً طیِّبةً کشجرة طیِّبة أصلها ثابتٌ وفرعها فی السَّماء ) (1) .

وعنى بها القرآن تارة المنطقة البعیدة عن سطح الأرض: (ونزَّلنا من السَّماء ماءً مبارکاً ) (2) .

عبّر القرآن بها فی موضع آخر عن (الغلاف الجوی) المحیط بالأرض: (وجعلنا السَّماء سقفاً محفوظاً ) (3) . لأنّ هذا الغلاف یقی الکرة الأرضیة من الصخور السماویة (النیازک) التی تتجه إلى الأرض لیلا ونهاراً بفعل جاذبیة الأرض، لکن اصطدام هذه الصخور بجوّ الأرض یؤدّی إلى اشتعالها ومن ثم تحوّلها إلى رماد.

وأراد القرآن بالسماء فی موضع آخر (الکرات العلیا): (ثمَّ استوى إلى السَّماء وهی دخانٌ ) (4) .

نعود الآن إلى «السماوات السبع» لنرى ما المقصود من هذا العدد. تعددت آراء المفسرین والعلماء المسلمین فی ذلک.

منهم من قال إنّها السّیارات السّبع (5) فی اصطلاح الفلکیین القدماء: أی عطارد والزهرة والمریخ والمشتری وزحل والقمر والشمس.

ومنهم من قال إنّ المقصود بها هو الطبقات المتراکمة للغلاف الجوی المحیط بالکرة الأرضیة.

ومنهم من قال إنّ العدد (سبعة) لا یراد به هذا العدد المعروف، بل یراد به الکثرة، أی إنّ معنى «السماوات السبع» هو السماوات والکرات الکثیرة فی الکون.

ولهذا نظیر فی کلام العرب وفی القرآن، کقوله تعالى: (ولو أنّما فی الأرض من شجرة أقلامٌ والبحر یمدُّه من بعده سبعة أبحر ما نفدت کلمات الله ) (6) .

وواضح أنّ المقصود بالسبعة فی هذه الآیة لیس العدد المعروف، لأنّ علم الله لا ینتهی حتى ولو أنّ البحر یمده من بعده الآلاف المؤلفة من الأبحر.

الأصح فی رأینا أن المقصود بالسماوات السبع، هو وجود سبع سماوات بهذا العدد، وتکرر هذه العبارة فی آیات الذکر الحکیم یدل على أنّ العدد المذکور فی هذهِ الآیات لا یعنی الکثرة، بَل یعنی العدد الخاص بالذات.

ویستفاد من آیات اُخرى أنّ کل الکرات والسیّارات المشهودة هی جزء من السماء الاُولى، وثمّة ستة عوالم اُخرى خارجة عن نطاق رؤیتنا ووسائلنا العلمیة الیوم، وهذه العوالم السبعة هی التی عبّر عنها القرآن بالسماوات السبع.

یقول تعالى: (وزیَّنَّا السَّماء الدُّنیا بمصابیح ) (7) .

ویقول أیضاً: (إنَّا زیَّنَّا السَّماء الدُّنیا بزینة الکواکب ) (8) .

ویتضح من هاتین الآیتین أنّ ما نراه وما یتکون منه عالم الأفلاک هو جزء من السماء الاُولى، وما وراء هذه السماء ست سماوات اُخرى لیس لدینا الیوم معلومات عن تفاصیلها.

نحن نرى الیوم أنّه کلما تقدمت العلوم الناقصة للبشر اکتشفت عجائب ومجاهیل عظیمة، علم الفلک تقدّم إلى مرحلة بعیدة جدّاً فی الرصد عن طریق التلسکوبات، ثم توقفت قدرة الرؤیة إلى أکثر من ذلک.

أبعد ما اکتشفته دوائر الأرصاد الفلکی العالمیة حتى الآن مسافة فی الکون تعادل ألف ملیون (ملیار) سنة ضوئیة. والراصدون یعترفون أن أقصى ما اکتشفوه هو بدایة الکون لا نهایته، وما یدریک أنّ العلم سیکتشف فی المستقبل سماوات وعوامل اُخرى!

من الأفضل أن نسمع هذا الحدیث عن لسان مرصد عالمی کبیر.


1. إبراهیم، 24.
2. ق، 9.
3. الإنبیاء، 32.
4. فصلت، 11.
5. منهم من قسّم کرات المنظومة الشمسیة العشر (تسع سیارات معروفة إضافة إلى سیارة کانت موجودة بین المریخ والمشتری، ثم تهشمت وظلت بقایاها تدور فی نفس المدار) إلى مجموعتین: مجموعة تحت مدار الأرض (عطارد والزهرة) ومجموعة خارج مدار الأرض وفوقه، وهی سبع سیارات. ولعلهم بهذا أرادوا تفسیر السماوات السبع بالکرات السبع الخارجیة. (تأمل بدقّة).
6. لقمان، 27.
7. فصلت، 12.
8. الصافات، 6.
 

 

1ـ التناسخ أو عودة الأرواح3ـ عظمة الکائنات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma