الآیة الکریمة تحدثت عن أمر الشیطان: فقالت: (إنَّما یأمرکم بالسُّوء والفحشاء...) وهذا الأمر هو الوسوسة الشیطانیة.
السّؤال: وقد یطرح سؤال بشأن هذه الأوامر الشیطانیة إذ لا یحسّ الإنسان بأمر خارجی یصدر إلیه حین یرتکب السیئات، ولا یتلمس سعیاً شیطانیاً لإضلاله.
الجواب: هو أن هذه «الوسوسة» تأثیر خفی عبّرت عنه بعض الآیات بالإیحاء: (وإنَّ الشَّیاطین لیوحون إلى أولیائهم)(1). والإیحاء من «الوحی» الذی هو تأثیر غیبی خفی أو التأثیرات اللاواعیة أحیاناً.
وثمّة فرق بین «الإلهام الإلهی» و«الوسوسة الشیطانیة» هو إنّ الإلهام الإلهی لانسجامه مع الفطرة الإنسانیة ومع ترکیب الجسم والروح، یترک فی النفس حالة انبساط وانشراح.
بینما الوسوسة الشیطانیة لتناقضها مع الفطرة الإنسانیة السلیمة، تجعل القلب یحسّ بظلام وانزعاج وثقل. وإن لم یحدث فیه مثل هذا الإحساس قبل ارتکاب السیئة فإنّه یحسّ بها بعد الإرتکاب، هذا هو الفرق بین الإلهامات الشیطانیة والإلهامات الإلهیّة.