ذنب عظیم وتوبة فریدة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
أکبر إنحرافات بنی إسرائیلطلب عجیب!

لا شک أن عبادة عجل السامری لم تکن مسألة هینة، لأن بنی إسرائیل شاهدوا ما شاهدوا من آیات الله ومعجزات نبیّهم موسى (علیه السلام)، ثم نسوا ذلک دفعة، وخلال فترة قصیرة من غیاب النبی إنحرفوا تماماً عن مبدأ التوحید وعن الدین الإلهی.

کان لابدّ من اقتلاع جذور هذه الظاهرة الخطرة، کی لا تعود إلى الظهور ثانیة خاصّة بعد وفاة صاحب الرسالة.

ومن هنا کانت الأوامر الإلهیة بالتوبة شدیدة لم یسبق لها نظیر فی تاریخ الأنبیاء، وتقضی هذه الأوامر أن تقترن التوبة بإعدام جماعی لعدد کبیر من المذنبین، على أیدیهم أنفسهم.

طریقة تنفیذ هذا الإعدام لا تقل شدة عن الإعدام نفسه، فقد صدرت الأوامر الإلهیّة أن

یقتل المذنبون بعضهم بعضاً، وفی ذلک عذابان للمذنب: عذاب قتل الأصدقاء والمعارف على یدیه، وما ینزل به ـ هو نفسه ـ من عذاب القتل.

وجاء فی الأخبار أنّ موسى أمر فی لیلة ظلماء کل الجانحین إلى عبادة العجل، أن یغتسلوا ویرتدوا الأکفان ویعملوا السیف بعضهم فی البعض الآخر. (1)

السؤال: ولعلک تسأل عن السبب فی قساوة هذه التوبة ولماذا لم یقبل الله تعالى منهم التوبة دون إراقة للدماء؟

الجواب: إنّ السبب فی شدّة هذا الحکم ـ کما ذکرنا ـ یعود إلى عظمة الذنب الذی إرتکبوه بعد کل ما شاهدوه من آیات ومعاجز، وإلى أنّ هذا الذنب یهدّد وجود الدعوة ومستقبلها لأنّ اُصول ومبادئ جمیع الأدیان السماویة یمکن اختزالها فی التوحید، فلو تزلزل هذا الأصل فإنّ ذلک یعنی انهیار جمیع اللبنات الفوقیة والمبانی الحضاریة للدین، فلو تساهل موسى (علیه السلام) مع ظاهرة عبادة العجل، لأمکن أن تبقى سُنّة فی الأجیال القادمة، خاصّة وأن بنی إسرائیل کانوا على مرّ التاریخ قوماً متعنتین لجوجین.

ولابدّ إذن من عقاب صارم یبقى رادعاً للأجیال التالیة عن السقوط فی هاویة الشرک.

ولعل فی عبارة قوله تعالى: (ذلکم خیرٌ لکم ) إشارة إلى هذا المعنى.

 


1. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة مورد البحث; وتفسیر نورالثقلین، ج 1، ص 81.

 

أکبر إنحرافات بنی إسرائیلطلب عجیب!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma