الکعبة ـ طبقاً للآیة أعلاه ـ ملاذ وبیت آمن، والإسلام وضع الأحکام المشددة بشأن إبعاد هذه الأرض المقدسة عن کل نزاع واشتباک وحرب وإراقة دماء، ولیس أفراد البشر آمنین هناک فحسب، بل الحیوانات والطیور آمنة أیضاً فی هذه البقعة، ولا یحق لأحد أنّ یمصها بسوء.
وفی عالم یعجّ دوماً بالنزاع والصراع، یستطیع مثل هذا المرکز الآمن أن یکون له الأثر العمیق فی حل المشاکل وفضّ النزاعات، إذ یستطیع الفرقاء المتنازعون أن یجلسوا حول طاولة واحدة عند هذا البیت الآمن، ویفتحوا بینهم حواراً قد یکون مقدمة لإزالة الخصومات والنزاعات.
وقد یتفق أن ترغب الأطراف المتنازعة فی إجراء مباحثات، لکنّهم لا یتفقون على مکان مقبول ومحترم وآمن لدى جمیع الأطراف، والإسلام أقرّ مکّة لتکون مرکزاً کهذا.والیوم، إذ المسلمون ـ مع الأسف الشدید ـ یعانون من ألوان النزاعات والاختلافات حریّ بهم أن یستفیدوا من قداسة هذا البیت وأمنه لفتح باب المحادثات بینهم، ولرفع ما بینهم من اختلافات بفضل معنویة هذا المکان المقدس.(1)