5ـ السحر وتاریخه

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
4ـ لا قدرة لأحد على عمل دون إذن اللهالسّحر فی رأی الإسلام

الحدیث عن السحر وتاریخه طویل، ونکتفی هنا بالقول إنّ جذوره ضاربة فی أعماق التاریخ، ولکن بدایاته وتطوراته التاریخیة یلفّها الغموض ولا یمکن تشخیص أول من استعمل السحر.

وبشأن معناه یمکن القول: إنّه نوع من الأعمال الخارقة للعادة، تؤثر فی وجود الإنسان، وهو أحیاناً نوع من المهارة والخفة فی الحرکة وإیهام للأنظار، کما أنّه أحیاناً ذو طابع نفسی خیالی.

والسحر فی اللغة له معنیان:

الخداع والشّعوذة والحرکة الماهرة.

کل ما لطف ودقّ.

 

والراغب ذکر للفظ السحر ثلاثة معان قرآنیة:

الأوّل: الخداع وتخییلات لا حقیقة لها، نحو ما یفعله المشعبذ بصرف الأبصار عما یفعله لخفّة یده، وما یفعله الّنمام بقول مزخرف عائق للأسماع.

الثّانی: استجلاب معاونة الشیطان بضرب من التقرب إلیه.

الثّالث: هو اسم لفعل یزعمون أنه من قوّته یغیّر الصور والطبائع فیجعل الإنسان حماراً، ولا حقیقة لذلک(1) .

نستنتج من دراسة 51 موضعاً من مواضع ذکر کلمة «سحر» فی القرآن الکریم أنّ السحر ینقسم فی رأی القرآن الکریم على قسمین:

الخداع والشعبذة وخفة الید ولیس له حقیقة کما جاء فی قوله تعالى: (فإذا حبالهم وعصیُّهم یخیَّل إلیه من سحرهم أنَّها تسعى)(2) وقوله: (فلَّما ألقوا سحروا أعین النَّاس واسترهبوهم)(3) ویستفاد من هذه الآیات أنّ السحر لیس له حقیقة موضوعیة حتى یمکنه التأثیر فی الأشیاء، بل هو خفة حرکة الید ونوع من خداع البصر فیظهر ما هو خلاف الواقع.

یستفاد من آیات اُخرى أنّ للسحر أثراً واقعیاً، کقوله سبحانه: (فیتعلَّمون منهما ما یفرِّقون به بین المرء وزوجه)، وقوله: (ویتعلَّمون ما یضرُّهم ولا ینفعهم) کما مرّ فی الآیات التی نحن بصددها.

وهل أنّ للسحر تأثیراً نفسیاً فقط، أم یتعدى ذلک إلى الجسم أیضاً؟ لم تشر الآیات أعلاه إلى ذلک، ویعتقد بعض النّاس أنّ هذا التأثیر نفسی لا غیر.

جدیر بالذکر أنّ بعض ألوان السحر کانت تُمارس عن طریق الاستفادة من خواص المواد الکیمیاویة والفیزیاویة لخداع النّاس، فیحدثنا التاریخ أنّ سحرة فرعون وضعوا داخل حبالهم وعصیّهم مادة کیمیاویة خاصّة (ولعلها الزئبق)، کانت تتحرک بتأثیر حرارة الشمس أو أیة حرارة اُخرى، وتوحی للمشاهد أنّها حیّة، وهذا اللون من السحر لیس بقلیل فی عصرنا الرّاهن.

 


1. مفردات الراغب، مادة «سحر».
2. طه، 66.
3. الأعراف، 116.
 
 
4ـ لا قدرة لأحد على عمل دون إذن اللهالسّحر فی رأی الإسلام
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma