من المؤکّد أنّ ذکر الله لیس بتحریک اللسان فقط، بل اللسان ترجمان القلب، الهدف هو التوجه بکل الوجود إلى ذات البارى سبحانه، ذلک التوجّه الذی یصون الإنسان من الذنب ویدعوه إلى الطاعة.
ومن هنا ورد فی أحادیث عدیدة عن المعصومین: أنّ ذکر الله لیس باللسان فحسب، ومن ذلک حدیث عن الرّسول(صلى الله علیه وآله) یوصی به علیاً قائلا:
«ثَلاَثٌ لاَ تُطِیقُهَا هذِهِ الاُمَّةُ: الْمُوَاسَاةٌ لِلأَخِ فِی مَالِهِ، وَإنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِهِ، وَذِکْرُ اللهِ عَلَى حَالِ، وَلَیْسَ هُوَ سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ واللهُ أَکْبَرُ، وَلَکِنْ إذَا وَرَدَ على مَا یَحْرُمُ عَلَیْه خَافَ اللهَ تَعَالى عِنْدَهُ وَتَرَکَهُ»(1).
على أیة حال، لا ینبغی أن نغفل عن الروعة فی هذا الإقتران... الله سبحانه على عظمته وجلاله وجبروته یقرن ذکره بذکر عبده الضعیف المحدود الصغیر، إنّه تکریم ما بعده تکریم للإنسان.