بعد عرض لمقاطع من تاریخ بنی إسرائیل، تطرح هذه الآیة الکریمة مبدأ عاماً فی التقییم وفق المعاییر الإلهیّة، وهذا المبدأ ینص على أنّ الإیمان والعمل الصالح هما أساس تقییم الأفراد، ولیس للتظاهر والتصنّع قیمة فی میزان الله: (إنَّ الَّذین آمنوا والَّذین هادوا والنَّصارى والصّابئین من آمن بالله والیوم الاْخر وعمل صالحاً فلهمْ أجْرهمْ عنْد ربِّهمْ ولا خوْفٌ علیْهمْ ولا همْ یحزنون).
هذه الآیة تکررت مع اختلاف یسیر فی سورة المائدة، الآیة 72 وفی سورة الحج الآیة 17.
سیاق الآیة فی سورة المائدة یشیر إلى أنّ الیهود والنصارى فخِروا بدنیهم، واعتبروا أنفسهم أفضل من الآخرین، وادّعوا بأنّ الجنّة خاصّة بهم دون غیرهم.
ولعل مثل هذا التفاخر صدر عن بعض المسلمین أیضاً، ولذلک نزلت هذه الآیة الکریمة لتؤکّد أنّ الإیمان الظاهری لاقیمة له فی المیزان الإلهی، سواء فی ذلک المسلمون والیهود والنصارى وأتباع الأدیان الاُخرى. ولتقول الآیة أیضاً: إنّ الأجر عند الله یقوم على أساس الإیمان الحقیقی بالله والیوم الآخر إضافة إلى العمل الصالح، وهذا الأساس هو الباعث الوحید للسعادة الحقیقة والإبتعاد عن کل خوف وحزن.