قرر الإسلام مسألة الشهادة وبیّن منزلتها العظیمة فی الآیة أعلاه وآیات اُخرى لتکون عاملا فعّالا هامّاً على ساحة المواجهة بین الحق والباطل. وهذا العامل أمضى من أی سلاح وأقوى من کل المؤثرات، وهو قادر على أن یجابه أخطر الأسلحة وأفتکها فی عصرنا الراهن، وتجربة الثورة الإسلامیة فی إیران أثبتت ذلک بوضوح. وقد شاهدنا بأم أعیننا انتصار المندفعین نحو الشهادة ـ بالرغم من ضعف إمکاناتهم المادیة ـ على أعتى القوى المتجبّرة.
ولو ألقینا نظرة على تاریخ الإسلام، والملاحم التی سطّرها المسلمون فی جهادهم الدّامی، والتضحیات التی قدمها المجاهدون على طریق الرسالة، لألفینا أنّ الدافع الأساس لکل هذه التضیحات هو درس الشهادة الذی لقنه الإسلام لأبنائه، وبموجبه آمنوا أنّ الشهادة على طریق الله وطریق الحق والعدالة لا تعنی الفناء، بل السعادة والحیاة الخالدة.
المقاتلون الذین تلقوا مثل هذا الدرس فی مثل هذه المدرسة الکبرى، لا یقاسون بالمقاتلین العادیین الذین یفکّرون فی صیانة أرواحهم. اُولئک یحاربون من أجل الرسالة ویندفعون بشوق عظیم نحو کسب وسام الشهادة.