یبقى السّؤال عن الرابطة بین الملک والإنسان، وهل یمکن أن تکون بینهما رابطة تعلیمیة؟ الآیات المذکورة تصرح بأنّ هاروت وماروت علّما النّاس السحر، وهذا تمّ طبعاً من أجل إحباط سحر السحرة فی ذلک المجتمع. فهل یمکن للملک أن یکون معلماً للإنسان؟
الأحادیث الواردة بشأن الملکین تجیب على هذا السّؤال، وتقول: إنّ الله بعثهما على شکل البشر، وهذه الحقیقة یمکن فهمها من الآیة التاسعة لسورة الأنعام أیضاً، حیث یقول تعالى: (ولو جعلناه ملکاً لجعلناه رجل)(1) .