کلمة (اسم) أول ما تطالعنا فی البسملة من کلمات، وهو فی رأی علماء اللغة من (السموّ) على وزن (العُلوّ)، ومعناه الإرتفاع، ویفهم أنّ الشیء بعد التسمیة یخرج من مرحلة الخفاء إلى مرحلة البروز والظهور والرقی، أو أنّه یرتفع بالتسمیة عن مرحلة الإهمال ویکتسب المعنى والعلو (1).
بعد کلمة الاسم نلتقی بکلمة (الله) وهی أشمل أسماء ربّ العالمین فکل إسم ورد لله فی القرآن الکریم وسائر المصادر الإسلامیة یشیر إلى جانب معین من صفات الله. والاسم الوحید الجامع لکل الصفات والکمالات الإلهیّة أو الجامع لکل صفات الجلال والجمال هو (الله).
ولذلک اعتبرت بقیة الإسماء صفات لکلمة (الله) مثل: (الغفور) و(الرحیم) و(السمیع) و(العلیم) و(البصیر) و(الرزاق) و(ذو القوّة) و(المتین) و(الخالق) و(الباری) و(المصوّر).
کلمة (الله) هی وحدها الجامعة، ومن هنا اتّخذت هذه الکلمة صفات عدیدة فی آیة کریمة واحدة، حیث یقول تعالى: (هو اللّه الَّذی لا إله إلاّ هو الملک القدُّوس السَّلام المؤمن المهیمن العزیز الجبَّار المتکبِّر) (2).
أحد شواهد جامعیة هذا الاسم أنّ الإیمان والتوحید لا یمکن إعلانه إلاّ بعبارة (لا إله إلاّ الله)، وعبارة (لاَ إلهَ إلاّ القَادِر... أو إلاّ الخالِق... أو إلاّ الرَّزَّاق) لا تفی بالغرض، ولهذا السبب یشار فی الأدیان الاُخرى إلى معبود المسلمین باسم (الله) فهذه التسمیة الشاملة خاصّة بالمسلمین.