وساوس الشّیطان:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأعراف / الآیة 199 ـ 203 أجمع آیة أخلاقیة:

فی هذه الآیات یبیّن القرآن شروط التبلیغ وقیادة الناس وإمامتهم باُسلوب أخّاذ رائق وجیز، وهی فی الوقت ذاته تتناسب والآیات المتقدمة التی کانت تشیر إلى مسألة تبلیغ المشرکین أیضاً.

ففی الآیة الاُولى ـ من الآیات محل البحث ـ إشارة إلى ثلاث من وظائف القادة والمبلّغین، فتوجّه الخطاب للنّبی (صلى الله علیه وآله)فتقولُ فی البدایة (خذ العفوَ).

العفو: قد یأتی بمعنى الزیادة فی الشیء أحیاناً، کما قد یأتی بمعنى الحدّ الوسط، کما یأتی بمعنى قبول العذر والصفح عن المخطئین والمسیئین، ویأتی أحیاناً بمعنى استسهال الاُمور.

والقرائن الموجودة فی الآیة تدلّ على أنّ الآیة محل البحث لا علاقة لها بالمسائل المالیة وأخذ المقدار الإضافی من أموال الناس، کما ذهب إلیه بعض المفسّرین. بل مفهومها المناسب هو استسهال الاُمور، والصفح، واختیار الحدّ الوسط (1).

ومن البدیهی أنّه لو کان القائد أو المبلّغ شخصاً فظاً صعباً، فإنّه سیفقد نفوذه فی قلوب الناس ویتفرقون عنه، کما قال القرآن الکریم: (ولو کنت فظّاً غلیظ القلب لا نفضّوا من حولک) (2).

ثمّ تعقّب الآیة بذکر الوظیفة الثّانیة للنّبی (صلى الله علیه وآله) وتأمره بأن یرشد الناس إلى حمید الأفعال التی یرتضیها العقل ویدعو إلیها الله عزّوجل قائلةً: (وأمر بالعرف).

وهی تشیر إلى أنّ ترک الشدّة لا یعنی المجاملة، بل هو أن یقول القائد أو المبلّغ الحق، ویدعو الناس إلى الحق ولا یخفی شیئاً.

أمّا الوظیفة الثّالثة للنّبی (صلى الله علیه وآله) فهی أن یتحمل الجاهلین، فتقول: (وأعرض عن الجاهلین).

فالقادة والمبلّغون یواجهون فی مسیرهم أفراداً متعصّبین جهلة یعانون من انحطاط فکری وثقافی وغیر متخلقین بالأخلاق الکریمة، فیرشقونهم بالتّهم، ویُسیؤون الظن بهم ویحاربونهم.

فطریق معالجة هذه المعضلة لا یکون بمواجهة المشرکین بالمثل، بل الطریق السلیم هو التحمل والجلد وعدم الإکثرات بمثل هذه الاُمور، والتجربة خیر دلیل على أنّ هذا الاُسلوب هو الاُسلوب الأمثل لمعالجة الجهلة، وإطفاء النائرة، والقضاء على الحسد والتعصب، وما إلى ذلک.

وفی الآیة التّالیة دستور آخر، وهو فی الحقیقة یمثل الوظیفة الرّابعة التی ینبغی على القادة والمبلّغین أن یتحملوها، وهی أن لا یدعوا سبیلا للشیطان إلیهم، سواء کان متمثلا بالمال أم الجاه أم المقام وما إلى ذلک، وأن یردعوا الشیاطین أو المتشیطنین ووساوسهم، لئلا ینحرفوا عن أهدافهم.

فالقرآن یقول: (وإمّا ینزغنّک من الشیطان نزغ فاستعذ بالله إنّه سمیع علیم) (3).


1. لمزید من التوضیح یراجع من هذا التّفسیر، ذیل الآیة 219 من سورة البقرة.
2. آل عمران، 159.
3. «ینزغ» مأخوذ من مادة «النزغ» على زنة «النزع» ومعناه الدخول فی الأمر لإفساده أو الإثارة ضده!...
سورة الأعراف / الآیة 199 ـ 203 أجمع آیة أخلاقیة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma