ألم یکن النّبی (صلى الله علیه وآله) یعلم الغیب؟!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
لا یعلم الغیب إلاّ الله: سورة الأعراف / الآیة 189 ـ 193

یحکم بعض السطحیین لدى قراءتهم لهذه الآیة ـ وبدون الأخذ بنظر الاعتبار الآیات القرآنیة الأخرى، بل حتى القرائن الموجودة فی هذه الآیة أیضاً ـ أنّ الآیة آنفة الذکر دلیل على نفی علم الغیب عن الأَنبیاء نفیاً مطلقاً...

مع أنّ الآیة ـ محل البحث ـ تنفی علم الغیب المستقل وبالذات عن النّبی، کما أنّها تنفی القدرة على کل نفع وضرّ بصورة مستقلة، ونعرف أنّ کل إنسان یملک لنفسه وللآخرین النفع أو الضر.

فبناءً على ذلک فإنّ هذه الجملة المتقدمة شاهد واضح على أنّ الهدف لیس هو نفی مالکیة النفع والضر أو نفی علم الغیب بصورة مطلقة، بل الهدف نفی الاستقلال، وبتعبیر آخر: إنّ النّبی لا یعرف شیئاً من نفسه، بل یعرف ما أطلعه الله علیه من أسرار غیبه، کما تقول الآیتان 26 و27 من سورة الجن (عالم الغیب فلا یظهر على غیبه أحداً * إلاّ من ارتضى من رسول فإنّه یسلک من بین یدیه ومن خلفه رصداً).

وأساساً، فإنّ کمال مقام القیادة لا سیما إذا کان الهدف قیادة العالم بأسره، وفی جمیع المجالات المادیّة والمعنویة، هو الاحاطة الواسعة بالکثیر من المسائل الخفیة عن سائر الناس، لا المعرفة بأحکام الله وقوانینه فحسب، بل المعرفة بأسرار عالم الوجود، والبناء البشری، وقسم من حوادث المستقبل والماضی، فهذا القسم من العلم یطلعه الله على رسله، وإذا لم یطلعهم علیه لم تکمل قیادتهم!...

وبتعبیر آخر: إنّ أحادیث الأنبیاء والرسل وسیرتهم ستکون محدودة بظروف عصرهم ومحیطهم، لکن عندما یکونون عارفین بهذا القسم من أسرار الغیب فسیقومون ببناء حضارة على مستوى الأجیال القادمة، فتکون مناهجهم صالحة لمختلف الظروف والمتغیّرات...

لا یعلم الغیب إلاّ الله: سورة الأعراف / الآیة 189 ـ 193
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma