إنّ من النقاط الهامّة التی نستفیدها من الآیة الحاضرة هو أنّ الآیة تعتبر طریقَ النجاة منحصرة فی الإیمان، ذلک الإیمان الذی یکتسب المرء فیه خیراً ویعمل فی ظلّهِ عملا صالحاً.
ویمکن أن ینطرح هذا السؤال وهو: هل یکفی الإیمان وحده ولو لم یقترن بالأعمال الصالحة؟
ونجیب: صحیح أنّ المؤمن یمکن أن یزلّ أحیاناً ویرتکِبَ بعض الذنوب والمعاصی ثمّ یندم على فعله ویعمد إلى إصلاح نفسه، ولکن مَن لم یعمل أیّ عمل صالح طوال حیاته، ولم یستغل الفرص الکثیرة والکافیة لذلک، بل على العکس من ذلک صدر منه کل قبیح ووقعت منه کل معصیة، واقترفَ کل إثم، فإنّه یبدو من المستبعَد جداً أن یکون من أهل النجاة، ومن الذین ینفعهم إیمانُهم، لأنّه لا یمکن أن نصدّق بأنّ شخصاً ینتمی إلى دین من الأدیان، ولکنّه لا یعمل بأىّ شیء من تعالیم ذلک الدین ولا مرّة واحدة فی حیاته، بل کان یرتکب خلافها دائماً، إذ إنّ حالته وموقفَه هذا دلیلٌ قاطعٌ وبیّنٌ على عدم إیمانه، وعدم اعتقاده.
وعلى هذا الأساس یجب أن یقترن الإیمان ولو بالحدّ الأدنى من العمل الصالح، لیدلّ ذلک على وجود الإیمان.