لا شک أنّه کانت لدى بنی إسرائیل ـ قبل مشاهدة هذا الفریق من الوثنیین ـ أرضیة فکریة مساعدة لهذا الموضوع، بسبب معاشرتهم الدائمة للمصریین الوثنیین، ولکن مشاهدة هذا المشهد الجدید کان بمثابة شرارة کشفت عن دفائن جبلّتهم، وعلى کل حال فإنّ هذه القضیة تکشف لنا أنّ الإنسان إلى أیّ مدى یتأثر بعامل البیئة، فإنّ البیئة هی التی تستطیع أن تسوق الإنسان إلى الله، کما أنّ البیئة هی التی تسوقه إلى الوثنیة، وأنّ البیئة یمکن أن تصیر سبباً لأنواع المفاسد والشقاء، أو منشأ للصلاح والطهر. (وإن کان انتخاب الإنسان نفسه هو العامل النهائی) ولهذا إهتم الإسلام بإصلاح البیئة إهتماماً بالغاً.