2ـ هل أنّ أعمال الآخرین الصالحة تنفعنا؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
1ـ ربّما حملنا وزر غیرنا سورة الأنعام / الآیة 165

إنّ التوهّم الآخر الذی یمکن أن یخالج الأذهان حول هذه الآیة هو: أنّ الآیة تقول: إنّ عَمَلَ کل إنسان لا ینفع إلاّ نفسه، وعلى هذا فإنّ الأعمال الصالحة التی تهدى إلى الأموات، بل وحتى الأحیاء أحیاناً، لا یمکن أن تنفعهم، فی حین نقرأ فی روایات کثیرة مرویة عن طریق الشیعة والسنّة عن النّبی (صلى الله علیه وآله) والأئمّة من أهل البیت (علیهم السلام) أنّ مثل هذه الأعمال قد تنفع الآخرین، وإنّ هذا ینطبق على الجمیع، فلا ینحصر بعمل الولد لوالدیه، بل یشمل کل من یعمل عملا ویهدی ثوابه للآخرین.

هنا مضافاً إلى أنّنا نعلم أنّ الثواب یرتبط بتأثیر العمل الصالح المأتی به على روح الإنسان ودوره فی تکامل الإنسان ورقیّه، ولکنّ الذی لم یعمل عملا صالحاً قط، بل ولم یکن له أیّة دخالة فی مقدماته کذلک، فکیف یمکن أن ینشأ منه أثر روحی ومعنوی؟؟

ولقد واصل البعض طرح هذا الإشکال بصورة مسهبَة، ولم یکن الأفراد العادیون وحدهم هم الذین طرحوه، بل تأثّر به بعض المفسّرین والکتّاب، مثل کاتب «المنار» إلى درجة أنّهم تناسوا کثیراً من الأحادیث والرّوایات المسلّمة، ولکن مع الإلتفات إلى نقطتین یتّضِح الجواب على هذا الإشکال:

صحیح أنّ عمل کل إنسان سبب لتکامله بالخصوص، وأنّ نتائج الأعمال الصالحة وآثارها الواقعیة عائدة إلى القائم بالعمل الصالح، تماماً کما تکون «الرّیاضة»، و«التّعلیم والتّربیة» من کل أحد سبباً لتقویة جسم فاعلها وروحه ونفسه، وتکاملهما.

ولکن عندما یَعمل أحدٌ عَمَلا صالحاً لشخص آخر، فإنّه إنّما یفعله حتماً لأجل أنّ ذلک الشخص یمتلک إمتیازاً على غیره وصفةً حسنةً، أو لأنّه کان مربّیاً صالحاً، أو تلمیذاً صالحاً، أو صدیقاً طیّباً أو جاراً وفیّاً له، أو کان عالماً خدوماً للمجتمع، أو مؤمناً مخلصاً، أو یمتلک أدنى حدّ من الصلاح فی حیاته، یوجب جلب أنظار الآخرین، ویسبّب فی أن یعملوا أعمالا صالحة ویهدونها إلیه.

وعلى هذا فذلک العمل ـ فی الحقیقة ـ إنّما یکون نتیجة لذلک الإمتیاز، ونتیجة للصفة الحسنة المذکورة، وللنقطة المضیئة فی شخصیته وحیاته، ولهذا یکون قیام الآخرین بالأعمال الصالحة له إنّما هو أشعّة من ضوء عمله الطیّب أو نیّته الصالحة، ونتیجة لتلک الخصلة الحسنة التی یتّصف بها.

المثوبات التی یعطیها الله تعالى للأشخاص على نوعین: مثوبات تتناسب مع وضع تکاملهم الروحی وصلاحیتهم، یعنی أنّ أرواحهم ونفوسهم قد تسمو بسبب قیامهم بالأعمال الصالحة سمّواً کبیراً، وترتقی فی سلّم الکمال رقیّاً عظیماً إلى درجة یصلحون للعیش فی عوالم أعلى وأفضل، ویرتفعون بما صنعوه على أجنحة العقیدة والعَمَل الصالح.

ولکن حیث إنّ أیَّ عمل صالح هو إطاعةٌ لأمر الله سبحانه، ویستحق المطیع لإطاعته أجراً ومثوبة، فإنّه یمکنه أن یهدی ذلک الثوابُ والأجر إلى غیره بإرادته ورغبته، تماماً، مثل أستاذ متخصّص فی شعبة مهمّة من العلوم یدرّس فی جامعة من الجامعات، فإنّه لا ریب فی أنّه یصل بتدریسه إلى نتیجتین:

فهو من جهة یصل - فی ضوء تدریسه ـ إلى درجات علمیة أکمل وأقوى، وهو فی نفس الوقت یحصل على أموال لقاء خدمته، ولا ریب فی أنّه لا یستطیع أن یهدی النتیجة الاُولى لأحد لأنّها خاصّة به، ولکنّه یمکنه أن یقدّم (أو یهدی) النتیجة الثانیة إلى من یرغب ویحب.

إنَّ إهداء (ثواب) الأعمال الصالحة من جانب العاملین بها إلى الأموات، بل وإلى الأحیاء أحیاناً، إنّما هو من هذا النمط ومن هذا القبیل.

وبهذا یرتفع وینتفی أىّ إبهام یحوم حول هذه الأحادیث.

ولکن یجب أن نعلم بأنّ المثوبات التی تصل إلى الآخرین عن هذا الطریق لا یمکن أن تضمن سعادتهم، بل تُصیبهم منها آثارٌ قلیلة، والأصل والأساس فی نجاتهم إنّما هو إیمانهم وعملهم أنفسهم.

1ـ ربّما حملنا وزر غیرنا سورة الأنعام / الآیة 165
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma