التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأعراف / الآیة 194 ـ 195 سورة الأعراف / الآیة 196 ـ 198

هاتان الآیتان ـ محل البحث ـ تواصلان الکلام على التوحید ومکافحة الشرک، وتکملان ما عالجته الآیات السابقة، فتعدّان کل شرک فی العبادة عملا سفیها وبعیداً عن المنطق والعقل!

والتدقیق فی مضمون هاتین الآیتین یکشف أنّهما تبطلان منطق المشرکین بأربعة أدلة، والسرّ فی کون القرآن یعالج إبطال الشرک باستدلالات مختلفة، وکلَّ حین یأتی ببرهان مبین، لأن الشرک ألدُّ أعداء الإیمان، وأکبر عدوّ لسعادة الفرد والمجتمع.

ولما کانت للشرک جذور مختلفة وأفانین متعددة فی أفکار البشر، فإنّ القرآن یستغل کل فرصة لقطع جذوره الخبیثة وأفانینه التی تهدد المجتمع الإنسانی.

فتقول الآیة الاُولى من هاتین الآیتین: (إنّ الذین تدعون من دون الله عباد أمثالکم).

فبناءً على ذلک لا معنى لأن یسجد الإنسان لشىء مثله، وأن یمدّ ید الضراعة والحاجة إلیه، وأن یجعل مقدّراته ومصیره تحت یده!

وبتعبیر آخر: إنّ مفهوم هذه الآیة هو أنّکم ـ أیّها المشرکون ـ لو أنعمتم النظر لرأیتم معبوداتکم ذات أجسام وأسیرة المکان والزمان، وتحکمها قوانین الطبیعة، وهی محدودة من حیث الحیاة والعمر والإمکانات الاُخرى. وخلاصة الأمر: لیس لها امتیاز علیکم، وإنّما جعلتم لها امتیازاً علیکم بتصوراتکم وتخیلاتکم!

ثمّ إنّ کلمة «عباد» جمع «عبد» ویطلق هذا اللفظ على الموجود الحی، مع أنّ الآیة استعملته فی الأصنام، فکانت لذلک تفاسیر متعددة...

التّفسیر الأوّل: أنّه من المحتمل أن تشیر الآیة إلى المعبودِین من جنس الإنسان أو المخلوقات الاُخرى، کالمسیح إذ عبده النصارى، والملائکة إذ عبدتها جماعة من المشرکین العرب.

والتّفسیر الثانی: أنّ الآیة تنزّلت وحکت ما توهمه المشرکین فی الأصنام بأنّ لها القدرة، فکانوا یکلمونها ویتضرعون إلیها، فالآیة ـ محل البحث ـ تخاطبهم بأنّه على فرض أنّ للأصنام عقلا وشعوراً، فهی لا تعدو أن تکون عباداً أمثالکم.

التّفسیر الثّالث: أنّ العبد فی اللغة یطلق أحیاناً على الموجود الذی یرزح تحت نیْر الآخر ویخضع له، حتى لو لم یکن له عقل وشعور، ومن هذا القبیل أنّ العرب یطلقون على الطریق الذی یشهد حرکة الذهاب والإیاب أنّه «معبّد».

ثمّ تضیف الآیة: أنّکم لو تزعمون بأنّ لهم عقلا وشعوراً (فادعوهم فلیستجیبوا لکم إن کنتم صادقین).

وهذا هو الدلیل الثّانی على إبطال منطق المشرکین، وهو کون الأصنام لا تستطیع أن تعمل شیئاً، وهی ساکتة عاجزة عن الإجابة والردّ...

وفی البیان الثّالث تبرهن الآیة على أنّ الأصنام أضعف حتى من عبادها المشرکین، فتتساءل مستنکرةً: (ألهم أرجل یمشون بها أم لهم أید یبطشون (1) بها أم لهم أعین یبصرون بها أم لهم آذان یسمعون بها).

وهکذا فإنّ الأصنام من الضعة بمکان حتى أنّها بحاجة إلى من یدافع عنها ویحامی عنها، فلیس لها أعین تبصر بها، ولا آذان تسمع بها، ولا أرجل تمشی بها، ولا أی إحساس آخر. وأخیراً فإنّ الآیة تبیّن ضمن تعبیر هو فی حکم الدلیل الرّابع مخاطبة النّبی (صلى الله علیه وآله)قائلةً: (قل ادعوا شرکاءکم ثمّ کیدون فلا تنظرون).

أی إذا کنت کاذباً، وأنّ الأصنام مقرّبات عندالله، وقد تجرأتُ علیها فلِمَ لا تغضبُ علیّ؟ ولیس لها ولا لکم ولمکائدکم أی تأثیر علىّ. فبناءً على ذلک فاعلموا أنّ هذه الأصنام موجودات غیر مؤثرة، وإنّما تصوراتکم هی التی أضْفَتْ علیها ذلک التوهّم!.


1. «یبطشون» فعل مشتق من «البطش» على زنة «العرش» ومعناه الإستیلاء بالشدّة والصولة والقدرة!...
سورة الأعراف / الآیة 194 ـ 195 سورة الأعراف / الآیة 196 ـ 198
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma