إبلیس أوّل القائلین بالجبر:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
کیف خاطب الشیطان اللّه تعالى؟ 1ـ فلسفة خلق الشیطان وحکمة إمهاله

یستفاد من الآیة الحاضرة أنّ الشیطان لتبرئة نفسه نسب إلى الله الجبر إذ قال: (فبما أغویتنی ) لأغوینّهم.

بعض المفسّرین أصرّ على تفسیر جملة (فبما أغویتنی ) بنحو لا یُفهَمُ منه الجبر، إلاّ أنّ الظاهر هو أنّه لا موجب لمثل هذا الإصرار. وشاهد هذا القول هو ما روی عن أمیرالمؤمنین (علیه السلام): «کان أمیرالمؤمنین جالساً بالکوفة بعد منصرفه من صفّین إذ أقبل شیخ فجثا بین یدیه ثمّ قال له: یا أمیرالمؤمنین: اخبرنا عن مسیرنا إلى أهل الشام أبقضاء الله وقدره؟ فقال له أمیر المؤمنین (علیه السلام):«أجل مه یا شیخ ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلاّ بقضاء من اللّه وقدر».

فقال له الشّیخ: عند اللّه أحتسب عنائی یا أمیر المؤمنین.

فقال له (علیه السلام): «یا شیخ فواللّه لقد عظم اللّه تعالى لکم الأجر فی مسیرتکم وأنتم سائرون وفی مقامکم وأنتم مقیمون وفی منصرفکم وأنتم منصرفون ولم تکونوا فی شیء من حالاتکم مکرهین ولا إلیه مضطرین».

فقال له الشیخ: وکیف لم نکن فی شیء من حالاتنا مکرهین ولا إلیه مضطرین وکان بالقضاء والقدر مسیرنا ومنقلبنا ومنصرفنا. (فاستفاد السائل من هذه الإجابة الجبریة)

فقال له (علیه السلام): «أو تظن أنّه کان قضاء حتماً وقدراً لازماً؟ أنّه لو کان کذلک لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهی والزجر من اللّه تعالى وسقط معنى الوعد والوعید فلم تکن لائمة للمذنب ولا محمدة للمحسن ولکان المحسن أولى بالعقوبة من المذنب تلک مقالة اخوان عبدة الأوثان وخصماء الرحمن وحزب الشیطان وقدریة هذه الاُمّة ومجوسها...». (1)

ومن هذا یتّضح أنّ أوّل من وقع فی ورطة الاعتقاد بالجبر هو الشیطان.

ثمّ إنّ الشیطان أضاف ـ تأکیداً لقوله ـ بأنّه لن یکتفی بالقعود بالمرصاد لهم، بل سیأتیهم من کل حدب وصوب، ویسدّ علیهم الطریق من کل جانب (ثمّ لآتینّهم من بین أیدیهم ومن خلفهم وعن أیمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أکثرهم شاکرین ).

ویمکن أن یکون هذا التعبیر کنایة عن أنّ الشیطان یحاصر الإنسان من کل الجهات ویتوسل إلى إغوائه بکل وسیلة ممکنة، ویسعى فی إضلاله، وهذا التعبیر دارج فی المحاورات الیومیة أیضاً، فنقول: فلان حاصرته الدیون أو الأمراض من الجهات الأربع.

وعدم ذکر الفوق والتحت إنّما هو لأجل أنّ الإنسان یتحرّک عادة فی الجهات الأربع المذکورة، ویکون له نشاط فی هذه الأنحاء غالباً.

ولقد نقل فی حدیث مروی عن الإمام الباقر (علیه السلام) تفسیر أعمق لهذه الجهات الأربع حیث قال: «ثمّ قال: لآتینّهم من بین أیدیهم، معناه أهوّن علیهم أمر الآخرة، ومن خلفهم، آمرهم بجمع الأموال والبخل بها عن الحقوق لتبقى لورثتهم. وعن أیمانهم، أفسد علیهم أمر دینهم بتزیین الضلالة وتحسین الشبهة. وعن شمائلهم، بتحبیب اللذّات إلیهم وتغلیب الشّهوات على قلوبهم» (2).

وفی آخر آیة من الآیات المبحوثة هنا یصدر مرّة اُخرى الأمر بخروج الشیطان من حریم القرب الإلهی والمقام الرفیع، بفارق واحد، هو أنّ الأمر بطرده هنا اتّخذ صورة أکثر ازدراءً وتحقیراً، وأشدّ عنفاً ووقعاً، ولعلّ هذا کان لأجل العناد واللجاج الذی أبداه الشیطان بالإلحاح على الوسوسة للإنسان وإغوائه وإغرائه، یعنی أنّ موقفه الأثیم فی البدایة کان منحصراً فی التمرّد على أمر الله وعدم إمتثاله، ولهذا صدر الأمر بخروجه فقط، ولکن عندما أضاف معصیة أکبر إلى معصیته بالعزم على إضلال الآخرین جاء الأمر المشدَّد: (قال اُخرج منها مذءوماً مدحوراً ).

ثمّ حلف على أن یملأ جهنّم منه ومن اتباعه (لمن تبعک منهم لأملأنّ جهنم منکم أجمعین ).


1. حقّ الیقین، ج 1، ص 72.
2. تفسیر مجمع البیان، ج 4، ص 404.
کیف خاطب الشیطان اللّه تعالى؟ 1ـ فلسفة خلق الشیطان وحکمة إمهاله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma