من هم أصحاب الأعراب:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
الأعراف معبر مهم إلى الجنّة: سورة الأعراف / الآیة 50 ـ 51

«الأعراف» فی الأصل ـ وکما أسلفنا ـ منطقة مرتفعة، ویتّضح فی ضوء القرائن التی وردت فی آیات القرآن وأحادیث أئمّة الإسلام، أنّه مکان خاص بین قطبی السعادة والشقاء، أی الجنّة والنّار. وهو کحجاب حائل بین هذین، أو کأرض مرتفعة فصلت بین هذین الموضعین بحیث یشرف من یقف علیها على الجنّة والنّار، ویشاهد کلا الفریقین، ویعرفهم بوجوههم المبیّضة أو المسودّة، المشرقة أو المظلمة المکفهرة.

والآن لنرى من هم الواقفون على الأعراف؟ ومن هم أصحاب الأعراف؟

إنّ دراسة الآیات الأربع المبحوثة هنا تفید أنّ القرآن الکریم ذکر لهؤلاء الأشخاص نوعین متناقضین مختلفین من الصفات:

ففی الآیة الاُولى والثّانیة وصف الواقفون على الأعراف بأنّهم یتمنّون أن یدخلوا الجنّة، ولکنّ ثمّة موانع تحول دون ذلک، وعندما ینظرون إلى أهل الجنّة یحیّونهم ویسلّمون علیهم ویودّون لو یکونوا معهم، ولکنّهم لا یستطیعون فعلا أن یکونوا معهم، وعندما ینظرون إلى أهل النّار یستوحشون ممّا آلوا إلیه من المصیر، ویتعوذون باللّه من ذلک المصیر، ومن أن یکونوا منهم.

ولکن یستفاد من الآیة الثّالثة والرّابعة بأنّهم أفراد ذوو نفوذ وقدرة، یوبّخون أهل النّار ویعاتبونهم، ویساعدون الضعفاء فی الأعراف على العبور إلى منزل السعادة.

وقد قسمت الرّوایات الواردة فی هذا المجال أهل الأعراف إلى هذین الفریقین المختلفین أیضاً.

ففی بعض الأحادیث الواردة عن أئمّة أهل البیت(علیهم السلام) نقرأ: «نحن الأعراف» (1) أو عبارة: «آل محمّد هم الأعراف» (2) وما شابه هذه التعابیر.

ونقرأ فی طائفة اُخرى عبارة: «هم أکرم الخلق على الله تبارک وتعالى» (3) أو «هم الشهداء على الناس والنّبیون شهداؤهم» (4) وروایات اُخرى تحکی أنّهم الأنبیاء والأئمّة والصلحاء والأولیاء.

ولکن طائفة اُخرى مثلما ورد عن الإمام الصادق(علیه السلام) تقول: «هم قوم استوت حسناتهم وسیئاتهم، فإن أدخلهم النّار فبذنوبهم، وإن أدخلهم الجنّة فبرحمته». (5)

وثمّة روایات متعددة اُخرى فی تفاسیر أهل السنة قد رویت عن «حذیفة» و«عبدالله بن عباس» و«سعید بن جبیر» وأمثالهم بهذا المضمون (6).

ونرى فی هذه التفاسیر أیضاً مصادر تفید أنّ أهل الأعراف هم الصلحاء والفقهاء والعلماء أو الملائکة.

 

وبالرغم من أنّ ظاهر الآیات وظاهر هذه الرّوایات تبدو متناقضة فی بدو النظر، ولعله لهذا السبب أبدى المفسّرون فی هذا المجال أراءً مختلفة، ولکن مع التدقیق والإمعان یتّضح أنّه لا یوجد أی تناقض ومنافاة، لا بین الآیات ولا بین الأحادیث، بل جمیعها تشیر إلى حقیقة واحدة.

وتوضیح ذلک: إنّه یستفاد من مجموع الآیات والرّوایات ـ کما أسلفنا ـ أنّ الأعراف معبر صعب العبور على طریق الجنّة والسعادة الأبدیة.

ومن الطبیعی أنّ الأقویاء الصالحین والطاهرین هم الذین یعبرون هذا المعبر الصعب بسرعة، أمّا الضعفاء الذی خلطوا عملا صالحاً وآخر سیئاً فیعجزون عن العبور.

کما أنّه من الطبیعی أیضاً أن تقف قیادات الجموع وسادة القوم عند هذه المعابر الصعبة مثل القادة العسکریین الذین یمشون فی مثل هذه الحالات فی مؤخرة جیوشهم لیعبر الجمیع، یقفون هناک لیساعدوا ضعفاء الإیمان، فینجو من یصلح للنجاة ببرکة مساعدتهم ومعونتهم ونجدتهم.

وعلى هذا الأساس، فأصحاب الأعراف فریقان: ضعفاء الإیمان والمتورطون فی الذنوب الذین هم بحاجة إلى الرحمة، والأئمّة السادة الذین یساعدون الضعفاء فی جمیع الأحوال.

وعلى هذا فإن الطائفة الاُولى من الآیات والأحادیث تشیر إلى الفریق الأوّل من الواقفین على الأعراف، وهم الضعفاء، والطائفة الثّانیة منها تشیر إلى الفریق الثّانی من أصحاب الأعراف، وهم السادة والأنبیاء والأئمّة والصلحاء.

ونرى فی بعض الرّوایات ـ أیضاً ـ شاهداً واضحاً وجلیاً على هذا الجمع مثل الحدیث المنقول عن الإمام الصّادق(علیه السلام)الذی قال فیه: «الأعراف کثبان بین الجنّة والنّار، والرجال الأئمّة یقفون على الأعراف مع شیعتهم وقد سبق المؤمنون إلى الجنّة بلا حساب». ویقصد من الشیعة الذی یقفون مع الأئمّة على الأعراف العصاة منهم.

ثمّ یضیف قائلا: «فیقول الأئمّة لشیعتهم من أصحاب الذنوب: انظروا إلى إخوانکم فی الجنّة قد سبقوا إلیها بلا حساب، وهو قوله تبارک وتعالى: (سلام علیکم لم یدخلوها وهم یطمعون )ثمّ یقال: انظروا إلى أعدائکم فی النّار، وهو قوله تعالى: (وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النّار قالوا ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظالمین )ثمّ یقولون لمن فی النّار من أعدائهم: هؤلاء شیعتی وإخوانی الذین کنتم أنتم تختلفون (تحلفون) فی الدنیا أن لا ینالهم الله برحمة، ثمّ تقول الأئمّة

لشیعتهم: ادخلوا الجنّة لا خوف علیکم ولاأنتم تحزنون» (7).

ونظیر هذا المضمون روی فی تفاسیر أهل السنّة عن حذیفة عن النّبی(صلى الله علیه وآله) (8).

ونکرر مرّة اُخرى هنا أنّ الحدیث حول تفاصیل وجزئیات القیامة وخصوصیات الحیاة فی العالم الآخر أشبه بما لو أننا أردنا أن نصف شبحاً من بعید، فی حین أنّ بین ذلک الشبح وبین حیاتنا تفاوتاً واسعاً واختلافاً کبیراً، فما نفعله فی هذه الصورة هو أنّنا نستطیع بألفاظنا المحدودة والقاصرة أن نشیر إلیه إشارة ناقصة قصیرة.

هذا، والنقطة الجدیرة بالإلتفات هی أنّ الحیاة فی العالم الآخر مبتنیة على أساس النماذج والعیّنات الموجودة فی هذه الدنیا، فهکذا الحال بالنسبة إلى الأعراف، لأنّ الناس فی هذه الدنیا ثلاث فرق: المؤمنون الصادقون الذین وصلوا إلى الطمأنینة الکاملة فی ضوء الإیمان، ولم یدخروا وسعاً فی طریق المجاهدة. والمعاندون وأعداء الحق المتصلبون المتمادون فی لجاجهم الذین لا یهتدون بأیة وسیلة. والفریق الثّالث هم الذین یقفون فی هذا الممر الصّعب عبوره ـ فی الوسط بین الفریقین، وأکثر عنایة القادة الصادقین وأئمّة الحق موجهة إلى هؤلاء، فهم یبقون إلى جانب هؤلاء، ویأخذون بأیدیهم لإنقاذهم وتخلیصهم من مرحلة الأعراف لیستقروا فی صف المؤمنین الحقیقیین.

ومن هنا یتّضح أن تدخّل الأنبیاء والأئمّة فی انقاذ هذا الفریق فی الآخرة کتدخلهم لذلک فی الدنیا لا ینافی أبداً قدرة الله وحاکمیته على کل شیء، بل کل ما یفعلونه إنّما هو بإذن الله تعالى وأمره.


1. تفسیر البرهان، ج 2، ص 17 و18 و19.
2. المصدر السابق.
3. المصدر السابق.
4. تفسیر نورالثقلین، ج 2، ص 33.
5. تفسیر البرهان، ج 2، ص 17.
6. تفسیر جامع البیان، ج 7، ص 137 و138، ذیل الآیة مورد البحث.
7. بحارالانوار، ج 8، ص 335; وتفسیر الصافی، ج 2، ص 202.
8. تفسیر جامع البیان، ج 8، ص 249 فما بعد.
الأعراف معبر مهم إلى الجنّة: سورة الأعراف / الآیة 50 ـ 51
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma