کیف انتصر الحقّ فی النهایة؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأعراف / الآیة 113 ـ 122 بحثان

فی هذه الآیات جرى الحدیث حول المواجهة بین النّبی موسى (علیه السلام)، وبین السحرة، وما آل إلیه أمرهم فی هذه المواجهة، وفی البدایة تقول الآیة: إنّ السحرة بادروا إلى فرعون بدعوته، وکان أوّل ما دار بینهم وبین فرعون هو: هل لنا من أجر إذا غلبنا العدوّ (وجاء السحرة فرعون قالوا إنّ لنا لأجراً إن کنّا نحن الغالبین )؟!

وکلمة «الأجر» وإن کانت تعنی أی نوع من أنواع الثواب، ولکن نظراً إلى ورودها هنا فی صورة «النکرة»، و«النکرة» فی هذه الموارد إنّما تکون لتعظیم الموضوع وإبراز أهمّیته بسبب إخفاء ماهیته ونوعیته، لهذا یکون الأجر هنا بمعنى الأجر المهم والعظیم وبخاصّة أنّه لم یکن ثمّة نزاع فی أصل استحقاقهم للأجر والمثوبة، فالمطلوب من فرعون هو الوعد بإعطائهم أجراً عظیماً وعوضاً مهمّاً.

فوعدهم فرعون ـ فوراً ـ وعداً جیداً وقال: إنّکم لن تحصلوا على الأجر السخی فقط، بل ستکونون من المقرّبین عندی (قال نعم وإنّکم لمن المقرّبین ).

وبهذه الطریقة أعطاهم وعداً بالمال ووعداً بمنصب کبیر لدیه، ویستفاد من هذه الآیة أنّ التقرب إلى فرعون فی ذلک المحیط، وتلک البیئة کان أعلى وأسمى وأهم من المال والثروة، لأنّه کان یعنی منزلة معنویة کان من الممکن أن تصبح منشأ لأموال کثیرة وثروات کبیرة.

وفی المآل حُدِّدَ موعدٌ معین لمواجهة السحرة لموسى، وکما جاء فی سورة «طه» و«الشعراء» دُعی جمیع الناس لمشاهدة هذا النزال، وهذا یدل على أنّ فرعون کان مؤمناً بانتصاره على موسى (علیه السلام).

وحلّ الیوم الموعود، وهیّأ السحرة کل مقدمات العمل... حفنة من العصىّ والحبال التی یبدو أنّها کانت معبئة بمواد کیمیاویة خاصّة، تبعث على حرکتها إذا سطعت علیها الشمس، لأنّها تتحول إلى غازات خفیفة تحرّک تلک العصی والحبال المجوفة.

وکانت واقعة عجیبة، فموسى وحده (لیس معه إلاّ أخوه) یواجه تلک المجموعة الهائلة من السحرة، وذلک الحشد الهائل من الناس المتفرجین الذین کانوا على الأغلب من أنصار السحرة ومؤیدیهم.

فالتفت السحرة فی غرور خاص وکبیر إلى موسى (علیه السلام) وقالوا: إمّا أن تشرع فتلقی عصاک، وإمّا أن نشرع نحن فنلقی عصیّنا؟ (قالوا یاموسى إمّا أن تلقى وإمّا أن نکون نحن المُلقین ).

فقال موسى (علیه السلام) بمنتهى الثقة والإطمئنان: بل اشرعوا أنتم (قال ألقوا ).

وعندما ألقى السحرة بحبالهم وعصیّهم فی وسط المیدان سحروا أعین الناس، وأوجدوا بأعمالهم وأقاویلهم المهرجة ومبالغاتهم وهرطقاتهم خوفاً فی قلوب المتفرجین، وأظهروا سحراً کبیراً رهیباً: (فلمّا ألقوا سحروا أعین الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظیم ).

وکلمة «السحر» ـ کما مرّ فی المجلد الأوّل من هذه الموسوعة التفسیریة، عند تفسیر الآیة 102 من سورة البقرة ـ تعنی فی الأساس الخداع والشعبذة، وقد یطلق أیضاً على کل عامل غامض، ودافع غیر مرئی.

وعلى هذا الأساس، فإن هذه الجماعة کانت توجد أفعالا عجیبة بالإعتماد على سرعة حرکة الأیدی، والمهارة الفائقة فی تحریک الأشیاء لتبدو وکأنّها أمورٌ خارقة للعادة وکذلک الأشخاص الذین یستفیدون من الخواص الکیمیاویة والفیزیاویة الغامضة الموجودة فی الأشیاء والمواد، فیظهرون أعمالا مختلفة خارقة للعادة، کل هؤلاء یدخلون تحت عنوان «الساحر».

هذا علاوة على أن السحرة یستفیدون ـ عادة ـ من سلسلة من الإیحاءات المؤثرة فی مستمعیهم، ومن العبارات والجمل المبالغة، وربّما الرهیبة المخوفة لتکمیل عملهم، والتی تترک آثاراً جدّ عجیبة فی مستمعیهم ومتفرجیهم وجمهورهم.

ویستفاد من آیات مختلفة فی هذه السورة ومن سور قرآنیة اُخرى حول قصة سحرة فرعون، أنّهم استخدموا کل هذه العوامل والأدوات، وعبارة (سحروا أعین الناس ) وجملة (استرهبوهم ) أو تعبیرات اُخرى فی سور «طه» و«الشعراء» جمیعها شواهد على هذه الحقیقة.

سورة الأعراف / الآیة 113 ـ 122 بحثان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma