إنّ هذه الآیة من الآیات التی تشهد بقوّة وجلاء أنّ الله غیر قابل للرؤیة والمشاهدة مطلقاً، لأنّ کلمة «لن» حسب ما هو مشهور بین اللغویین للنفی الأبدی، وعلى هذا الأساس یکون مفهوم جملة (لن ترانی ) إنّک لا ترانی لا فی هذا العالم ولا فی العالم الآخر.
ولو أنّ أحداً شکّک ـ افتراضاً ـ فی أن یکون «لن» للنفی التأبیدی یدل إطلاق الآیة، وکون نفی الرؤیة ذکر من دون قید أو شرط على أن الله غیر قابل للرؤیة فی مطلق الزمان وجمیع الظروف.
إنّ الأدلة العقلیة هی الاُخرى تهدینا إلى هذه الحقیقة، لأنّ الرؤیة تختص بالأجسام.
وعلى هذا الأساس، إذا جاء فی الأحادیث والأخبار الإسلامیة أو الآیات القرآنیة عبارة «لقاء الله» فإنّ المقصود هو المشاهدة بعین القلب والعقل، لأنّ القرینة العقلیة والنقلیة أفضل شاهد على هذا الموضوع وقد کان لنا أبحاث اُخرى فی ذیل الآیة 102 من سورة الأنعام فی هذا الصعید.