الأعراف معبر مهم إلى الجنّة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأعراف / الآیة 46 ـ 49 من هم أصحاب الأعراب:

عقیب الآیات السابقة التی بیّنت جانباً من قصّة أهل الجنّة وأهل النّار، تحدث فی هذه الآیات حول «الأعراف» التی هی منطقة فی الحد الفاصل بین الجنّة والنّار مع خصوصیاتها.

وفی البدایة یشیر إلى الحجاب الذی أقیم بین أهل الجنّة وأهل النّار، إذ یقول: (وبینهما حجاب ).

ویستفاد من الآیات اللاحقة أنّ الحجاب المذکور هو «الأعراف» وهو مکان مرتفع بین الفریقین یمنع من رؤیة کل فریق الفریق الآخر، ولکن وجود مثل هذا الحجاب لا یمنع من أن یسمع کل منهما صوت الآخر ونداءه، کما مرّ فی الآیات السابقة.

فلطالما رأینا جیرة یتحادثون من وراء الجدار، ویستجلی أحدهما حال الآخر دون أن یراه، على أنّ الذین یقفون على الأعراف، أی على الأقسام المرتفعة من هذا المکان المرتفع، یرون کلا الفریقین (تأملوا جیداً).

ویستفاد من بعض آیات القرآن الکریم، مثل الآیه 55 من سورة الصافات، أنّ أهل الجنّة ربّما تطّلعوا من أماکنهم وشاهدوا أهل النّار، ولکن مثل هذه الموارد الاستثنائیة لا

تنافی ما علیه وضع الجنّة والنّار أساساً، وإنّ ما قلناه آنفا یعکس ویصور الکیفیة لهذین المکانین، وإن کان لهذا القانون ـ أیضاً ـ بعض الاستثناءات، فیمکن أن یشاهد بعض أهل الجنّة أهل النّار فی شرائط خاصّة.

إنّ ما یجب أن نذّکر به مؤکدین قبل الخوض فی بیان کیفیة الأعراف هو أن التعابیر الواردة حول القیامة والحیاة الاُخرى لا تستطیع ـ بحال ـ أن تکشف القناع عن جمیع خصوصیات تلکم الحیاة، بل للتعابیر ـ أحیاناً ـ صفة التشبیه والتمثیل.

وأحیاناً تکشف بعض تلک التعابیر عن مجرّد شبح فی هذا المجال، لأنّ الحیاة فی ذلک العالم تکون فی آفاق أعلى، وهی أوسع بمراتب کثیرة من الحیاة فی هذا العالم، تماماً مثل سعة الحیاة الدنیا هذه بالقیاس إلى عالم الرحم والجنین. وعلى هذا فلا عجب إذا کانت الألفاظ والمفاهیم المتداولة فی هذا العالم لا تستطیع أن تعکس بصورة کاملة ومعبّرة تلک المفاهیم.

ثمّ إنّ القرآن الکریم یقول: (وعلى الأعراف رجال یعرفون کلاًّ بسیماهم )یرون کلاًّ من أهل الجنّة وأهل النّار ویعرفونهم بملامح وجوههم.

و «الأعراف» فی اللغة جمع «عرف» بمعنى المحل والموضع المرتفع، ولهذا یطلق على شعر ناصیة الفرس، والریش الموجود على عنق الدیک لفظ العُرف، فیقال «عرف الفرس» أو «عرف الدیک»، ومن هذا المنطلق یطلق على المکان المرتفع من البدن لفظ العرف أیضاً (وسوف نتحدث بتفصیل حول خصوصیات منطقة الأعراف التی جاء ذکرها فی هذه الآیة بعد الفراغ من تفسیر الآیات).

ثمّ یقول: إنّ هؤلاء الرجال ینادون أهل الجنّة ویسلّمون علیهم، ولکنّهم لا یدخلون الجنّة وإن کانوا یرغبون فی ذلک (ونادواْ أصحاب الجنّة أن سلام علیکم لم یدخلوها وهم یطمعون ).

ولکن عندما ینظرون إلى الطرف الآخر ویشاهدون أهل النّار یصطلون فیها، یتضرعون إلى الله طالبین أن لا یجعلهم مع الظالمین (وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النّار قالوا ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظالمین ) (1).

والجدیر بالذکر أنّه استخدم فی رؤیة أهل النّار فی الآیة لفظة (وإذا صرفت أبصارهم )یعنی عندما تعطف أبصارهم نحو جهنم لمشاهدة أهلها، وهذه إشارة إلى أنّهم یکرهون مشاهدة أهل النّار، وکأنّ نظرهم إلیهم مقرون بالإکراه والإجبار.

وفی الآیة اللاحقة یضیف: إنّ أصحاب الأعراف ینادون فریقاً من الجهنمیین الذین یعرفونهم بملامح وجوههم ویلومونهم قائلین: أمّا ترون أنّ جمعکم للأموال والأفراد والتجبّر والتکبّر عن قبول الحق لم ینفعکم شیئاً، فأین تلک الأموال واُولئک الأعوان؟ وماذا حصدتم من تلک المواقف والصفات السیّئة؟! (ونادى أصحاب الأعراف رجالا یعرفونهم بسیماهم قالوا ما أغنى عنکم جمعکم وما کنتم تستکبرون ).

ومرّة اُخرى یقولون موبخین ومعاتبین، وهم یشیرون إلى جمع من ضعفاء المؤمنین المستقرین فوق الأعراف: (أهؤلاء الّذین أقسمتم لا ینالهم الله برحمة ).

وفی المآل تشمل الرحمة الإلهیّة هذه الطائفة من ضعفاء المؤمنین، ویقال لهم (ادخلوا الجنّة لا خوف علیکم ولا أنتم تحزنون ).

من کل ما قلنا اتضح أنّ المراد من ضعفاء المؤمنین هم الذین آمنو وعملوا الصالحات، ولکنّهم بسبب تورطهم فی بعض الذنوب کانوا موضع ازدراء من قبل أعداء الحق فی الدنیا، وکانوا یرکزون على هؤلاء ویقولون: کیف یمکن لمثل هؤلاء أن تشملهم الرحمة الإلهیّة؟ وکیف یمکن لمثل هؤلاء أن یسعدوا؟ ولکن روح الإیمان والحسنات التی کانت عندهم فعلت فعلتها ـ فی المآل ـ وفی ظلّ اللطف الرّبانی والرحمة الإلهیّة، فسعدوا ودخلوا الجنّة.


1. «تلقاء» فی الأصل ـ حسب قول بعض المفسّرین وأهل الأدب ـ مصدر، وهو بمعنى المقابلة، ولکن استعمل فیما بعد فی معنى ظرف المکان، أی فی المکان المقابل والمحاذی.
سورة الأعراف / الآیة 46 ـ 49 من هم أصحاب الأعراب:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma