سؤالان:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
إجتناب مجالس أهل الباطل: سورة الأنعام / الآیة 70

هنا یبرز سؤالان:

الأوّل: هل یمکن للشّیطان أن یتسلط على النّبی (صلى الله علیه وآله) ویسبب له النسیان؟ وبعبارة اُخرى، کیف یمکن للنّبی مع عصمته وکونه مصوناً عن الخطأ حتى فی الموضوعات أن یخطىء وأن ینسى؟

الجواب: فی الإجابة على هذا السؤال یمکن القول بأنّ الخطاب فی الآیة وإن یکن موجّهاً إلى النّبی (صلى الله علیه وآله) فهو یتحدّث فی الواقع مع أتباعه الذین یمکن أن ینسوا فیساهموا فی اجتماعات المشرکین الآثمة، فهؤلاء علیهم حال إنتباههم إلى ذلک أن یترکوا المکان، أنّ مثل هذا الأسلوب کثیر الحدوث فی حیاتنا الیومیة وموجود فی مختلف آداب العالم، فأنت قد توجّه الخطاب إلى أحدهم ولکنّ هدفک هو أن یسمع الآخرون ذلک کما یقول المثل: إیاکِ أعنی واسمعی یا جارة (1).

هناک مفسّرون آخرون مثل الطبرسی فی مجمع البیان وأبی الفتوح فی تفسیره المعروف یوردون جواباً آخر عن هذا السؤال خلاصته: إنّ السهو والنسیان فی قضایا الأحکام ومقام حمل الرسالة من جانب الله غیر جائزین بالنسبة للأنبیاء، أمّا فی الحالات التی لا تؤدّی إلى ضلال الناس فجائزان (2)، إلاّ أنّ هذا الجواب لا یتفق مع ما هو مشهور عند متکلمینا من أنّ الأنبیاء والأئمّة معصومون عن الخطأ ومصونون عن النسیان، لا فی قضایا الأحکام وحدها، بل حتى فی القضایا العادیة أیضاً.

السؤال الثّانی: یعتبر بعض علماء أهل السنّة هذه الآیة دلیلا على عدم جواز التقیة الدینیة للقادة الدینیین، وذلک لأنّ الآیة تصرّح بالنهی عن اللجؤ إلى التقیة أمام الأعداء وتأمر بترک مجلسهم.

والجواب: على هذا الإعتراض واضح، فالشیعة لا یقولون بوجوب التقیة دائماً، بل إنّ التقیة فی بعض الأحیان حرام، إنّما ینحصر وجوبها فی الظروف التی تکون فیها للتقیة وکتمان الحق منافع أکبر من منافع إظهاره، أو تکون سبباً فی دفع خطر أو ضرر کبیر.

الآیة التّالیة فیها إستثناء واحد، فإذا اشترک بعض المتقین فی جلسات هؤلاء المشرکین لکی ینهوهم عن المنکر على أمل أن یؤدّی ذلک إلى انصراف اُولئک عن الإثم، فلا مانع من ذلک، وأنّ آثام اُولئک لا تسجل على هؤلاء، لأنّ قصدهم هو الخدمة والقیام بالواجب: (وما على الذین یتّقون من حسابهم من شیء ولکن ذکرى لعلّهم یتّقون ).

وهنالک تفسیر آخر لهذه الآیة، والذی قلناه أکثر إنسجاماً مع ظاهر الآیة ومع سبب النّزول.

وینبغی أن نعلم ـ فی الوقت نفسه ـ إنّ الذین لهم أن یستفیدوا من هذا الاستثناء هم الذین تنطبق علیهم شروط الآیة، فیکونون متمیزین بالتقوى، وبعدم التأثّر بهم، وبالقدرة على التأثیر فیهم.

سبق فی تفسیر الآیة 140 من سورة النساء أن تطرّقنا إلى هذا الموضوع وذکرنا مسائل اُخرى أیضاً.


1. اصول الکافی، ج 2، ص 631.
2. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة مورد البحث.
إجتناب مجالس أهل الباطل: سورة الأنعام / الآیة 70
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma