الإصرار العقیم:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأنعام / الآیة 56 ـ 58 بحوث

ما یزال الخطاب فی هذه الآیات موجّهاً إلى المشرکین وعبدة الأصنام المعاندین ـ کدأب معظم آیات هذه السورة ـ یبدو من سیاق هذه الآیات أنّهم دعوا رسول الله (صلى الله علیه وآله) إلى إعتناق دینهم، الأمر الذی یستدعی نزول الآیة: (قل إنّی نُهیت أن أعبد الذین تدعون من دون الله )(1).

جملة «نُهیتُ» التی وردت بصیغة الماضی ومبنیة للمجهول تشیر إلى أنّ النهی عن عبادة الأصنام لیس أمراً جدیداً، بل کان دائماً قائماً وسیبقى کذلک.

ثمّ بجملة (قل لا أتّبع أهواءکم ) یجیب بوضوح على إصرارهم العقیم، نظراً لأنّ عبادة الأصنام لا تتفق مع المنطق ولا مع الأدلة العقلیة، لأنّ العقل یدرک بسهولة أنّ الإنسان أشرف من الجماد، فکیف یمکن للإنسان أن یخضع لأىّ مخلوق آخر فضلا عن المخلوق الأدنى؟ هذا مع أنّ هذه الأصنام هی من صنع الإنسان نفسه فکیف یتخذ الإنسان ما خلقه بنفسه معبوداً یعبده ویلجأ إلیه فی کلّ مشاکله؟ وبناء على ذلک، فإنّ منشأ عبادة الأصنام لیس سوى التقلید الأعمى والإتّباع المقیت للأهواء والشهوات.

وفی ختام الآیة یؤکّد القرآن مرّة اُخرى على أنّه إذا فعل ذلک (قد ضللت إذاً وما أنا من المهتدین ).

الآیة التّالیة تتضمّن جواباً آخر، وهو: (قل إنّی على بیّنة من ربّی وکذّبتم به ).

«البیّنة» أصلا ما یفصل بین شیئین بحیث لا یکون بینهما تمازج أو اتصال، ثمّ أطلقت على الدلیل والحجة الواضحة، لأنّها تفصل بین الحق والباطل.

وفی المصطلح الفقهی تطلق «البیّنة» على الشاهدین العدلین، غیر أنّ معنى الکلمة اللغوی واسع جدّاً، وشهادة العدل واحد من تلک المعانی، وکذلک کانت المعجزة بیّنة لأنّها تفصل بین الحق والباطل، وإذا قیل للآیات والأحکام الإلهیّة بیّنات فلکونها من مصادیق الکلمة الواسعة.

وعلیه، فرسول الله (صلى الله علیه وآله) یؤمر فی هذه الآیة أن یقول: إنّ دلیلی فی قضیة عبادة الله ومحاربة الأصنام واضح وبیّن، وانّ تکذیبکم وإنکارکم لا یقللان من صدق الدلیل.

ثمّ یشیر إلى حجّة واهیة اُخرى من حججهم، وهی أنّهم کانوا یقولون: إن کنت على حق فعلا فعجّل بالعقاب الذی تتوعدنا به، فیقول لهم رسول الله (صلى الله علیه وآله): (ما عندی ما تستعجلون به )، لأنّ الأعمال والأوامر کلّها بید الله: (إن الحکم إلاّ لله ).

وبعد ذلک یقول مؤکّداً: إنّ الله هو الذی (یقصّ الحقّ وهو خیر الفاصلین ).

بدیهی أنّ القادر على أن یفصل بین الحق والباطل على خیر وجه هو الذی یکون أعلم الجمیع، ومن السهل علیه التمییز بین الحق والباطل، ثمّ تکون له القدرة الکافیة على استخدام علمه، وهاتان الصفتان (العلم والقدرة) هما من صفات الذات الإلهیّة اللامحدودة، وعلیه فإنّه عزّ وجلّ خیر من یقص الحق، أی یفصل الحق من الباطل.

الآیة التّالیة تأمر رسول الله (صلى الله علیه وآله) أن یقول لهؤلاء الجماعة الملحاحة العنیدة الجاهلة: لو أنّ ما تطلبونه منّی على عجل کان فی سعتی وقدرتی، وأجبتکم إلیه لانتهى الأمر، ولم یعد بینی وبینکم شیء: (قل لو أنّ عندی ما تستعجلون به لقضی الأمر بینی وبینکم ).

ولکیلا یظنّوا أنّ عقابهم قد طواه النسیان، یقول فی النهایة (والله أعلم بالظالمین )وسوف یعاقبهم فی الوقت المناسب.


1. استعمال «الذین» التی هی للجمع المذکر العاقل، لا للإشارة إلى الأصنام، یدل على أنّ الکلام یجری وفق وجهة نظر المشرکین.
سورة الأنعام / الآیة 56 ـ 58 بحوث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma