بدء المواجهة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأعراف / الآیة 109 ـ 112 سورة الأعراف / الآیة 113 ـ 122

فی هذه الآیات جاء الحدیث عن أوّل ردّ فعل لفرعون وجهازه فی مقابل دعوة موسى (علیه السلام) ومعجزاته.

الآیة الاُولى تَذکر عن ملأ فرعون أنّهم بمجرّد مشاهدتهم لأعمال موسى الخارقة للعادة اتهموه بالسحر، وقالوا: هذا ساحر علیم ماهر فی سحره: (قال الملأ من قوم فرعون إنّ هذا لساحر علیم ).

ولکن یستفاد من آیات سورة الشعراء الآیة 34 أن هذا الکلام قاله فرعون حول موسى: (قال للملإ حوله إنّ هذا لساحر علیم ).

ولکن لا منافاة بین هاتین الآیتین، لأنّه لا یبعد أن یکون فرعون قال هذا الکلام فی البدایة، وبما إنّ عیون الملأ کانت متوجهة إلیه، ولم یکن لهذا الملأ المتملق المتزلف هدف إلاّ رضى رئیسه وسیده، وما ینعکس على محیاه، وما توحی به إشارته، کرّر هو أیضاً ما قاله الرّئیس، فقالوا: أجل، إنّ هذا لساحر علیم.

وهذا السلوک لا یختص بفرعون وحواشیه، بل هو دأب جمیع الجبارین فی العالم وحواشیهم.

ثمّ أضافوا: إنّ هدف هذا الرجل أن یخرجکم من وطنکم (یرید أن یخرجکم من أرضکم ).

یعنی أنّه لا یهدف إلاّ استعمارکم واستثمارکم والحکومة على الناس، وغصب أراضی الآخرین، وهذه الأعمال الخارقة للعادة وادعاء النّبوة کلّها لأجل الوصول إلى هذا الهدف.

ثمّ قالوا بعد ذلک: مع ملاحظة هذه الأوضاع فما هو رأیکم: (فماذا تأمرون

یعنی أنّهم جلسوا یتشاورون فی أمر موسى، ویتبادلون الرأی فیما یجب علیهم اتّخاذه تجاهه، لأنّ مادة «أمر» لا تعنی دائماً الإیجاب والفرض، بل  تأتی ـ أیضاً ـ بمعنى التشاور.

وهنا لابدّ من الإلتفات إلى أنّ هذه الجملة وردت فی سورة الشعراء الآیة 35 أیضاً، وذلک عن لسان فرعون، حیث قال لملائه: فماذا تأمرون. وقد قلنا: إنّه لا منافاة بین هذین.

وقد احتمل بعض المفسّرین ـ أیضاً ـ أن تکون جملة «فماذا تأمرون» فی الآیة الحاضرة خطاباً وجهه ملأ فرعون وحاشیته إلى فرعون، وصیغة الجمع إنّما هی لرعایة التعظیم، ولکن الاحتمال الأوّل ـ وهو کون هذا الخطاب موجهاً من ملأ فرعون إلى الناس ـ أقرب إلى النظر.

وعلى کل حال فقد قال الجمیع لفرعون: لا تعجل فی أمر موسى وهارون، وأجلّ قرارک بشأنهما إلى ما بعد، ولکن ابعث من یجمع لک السحرة من جمیع أنحاء البلاد (قالوا أرجه وأخاه وأرسل فی المدائن حاشرین ).

نعم ابعث من یجمع لک کل ساحر ماهر فی حرفته علیم فی سحره (یأتوک بکلّ ساحر علیم ).

فهل هذا الإقتراح من جانب حاشیة فرعون کان لأجل أنّهم کانوا یحتملون صدق ادّعاء موسى للنّبوة، وکانوا یریدون اختباره؟

أو أنّهم على العکس کانوا یعتبرونه کاذباً فی دعواه، ویریدون افتعال ذریعة سیاسیة لأی موقف سیتخذونه ضد موسى کما کانوا یفعلون ذلک فی بقیة مواقفهم ونشاطاتهم الشخصیة؟ ولهذا اقترحوا أرجاء أمر قتل موسى وأخیه نظراً لمعجزتیه اللتین أورثتا رغبة فی مجموعة کبیرة من الناس نحو دعوته وانحیازهم إلیه، ومزجت صورة «نبوته» بصورة «المظلومیة والشهادة» وأضفت بضم الثّانیة إلى الاُولى ـ مسحة من القداسة والجاذبیة علیه وعلى دعوته.

ولهذا فکروا فی بدایة الأمر فی إجهاض عمله بأعمال خارقة للعادة مماثلة، ویسقطوا اعتباره بهذه الطریقة، ثمّ یأمرون بقتله لتنسى قصة موسى وهارون وتمحى عن الأذهان إلى الأبد.

یبدو أن الاحتمال الثّانی بالنظر إلى القرائن الموجودة فی الآیات ـ أقرب إلى النظر.

سورة الأعراف / الآیة 109 ـ 112 سورة الأعراف / الآیة 113 ـ 122
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma