بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
التّفسیر سورة الأنعام / الآیة 109 ـ 110

هنا ینبغی الإنتباه إلى ثلاث نقاط:

هذه الآیة نسبت إلى الله تزیین الأعمال الحسنة والسیئة لکل شخص، وقد یثیر هذا عجب بعضهم، إذ کیف یمکن أن یزیّن الله أعمال المرء السیئة فی نظره؟

سبق أن أجبنا مرّات على مثل هذه الأسئلة فأمثال هذه التعبیرات تشیر إلى صفة العمل وأثره، أی إنّ الإنسان عندما یقوم بعمل ما بصورة متکررة، فإنّ قبح عمله یتلاشى فی نظره شیئاً فشیئاً، ویتخذ شکلا جذّاباً، ولمّا کان علّة العلل وسبب الأسباب وخالق کل شیء هو الله، وأنّ جمیع التأثیرات ترجع إلیه، فإنّ هذه الآثار تنسب أحیاناً فی القرآن إلى الله (تأمل بدقّة).

وبعبارة أوضح، إنّ عبارة (زیّنّا لکلّ اُمّة عملهم ) تفسّر هکذا: لقد أقحمناهم فی نتائج سوء أفعالهم إلى الحدّ الذی أصبح القبیح جمیلا فی نظرهم.

یتّضح من هذا أنّ القرآن ینسب ـ أحیاناً ـ تزیین الأعمال إلى الشیطان، وهذا لا یتعارض مع ما قلناه، لأنّ الشیطان یوسوس لهم لکی یرتکبوا الأعمال القبیحة، وهم یستسلمون لوسوسة الشیطان، فتکون النتیجة أنّهم یلاقون عاقبة أعمالهم السیئة، وبالتعبیر العلمی نقول: إنّ السببیة من الله، ولکنّ هؤلاء هم الذین یوجدون السبب، مدفوعین بوسوسة الشیطان (تأمل بدقّة) (1).

الأحادیث الإسلامیة ـ أیضاً ـ تواصل منطق القرآن فی ترک سبّ الضالین والمنحرفین، فقد أمر کبار قادة الإسلام بضرورة الاستناد إلى المنطق والبرهان دائماً، وبلزوم تجنب شتم عقائد الآخرین، فقد جاء فی نهج البلاغة أنّ الإمام علی (علیه السلام)خاطب فریقاً من أصحابه الذین کانوا یسبون أتباع معاویة فی حرب صفین، فقال: «إنی أکره لکم أن تکونوا سبابین، ولکنّکم لو وصفتم أعمالهم وذکرتم حالهم کان أصوب فی القول وأبلغ فی العذر» (2).

قد یعترض بعضهم قائلا: کیف یمکن لعبدة الأصنام أن یسبوا الله مع أنّهم فی الغالب یؤمنون بالله ویعتبرون الأصنام مجرّد شفعاء إلى الله؟

ولکنّنا إذا أمعنا النظر فی حالة العامّة المعاندین المتعصّبین أدرکنا أنّ هذا ممکن ولا عجب فیه، فإنّ أمثال هؤلاء إذا اُثیر غضبهم سعوا للإنتقام والإثارة بأىّ ثمن کان، حتى وإن کان ذلک بالإساءة إلى عقائد مشترکة یقول الآلوسی فی «روح المعانی» إنّ بعض العوام من الجهلة عندما سمع بعض الشیعة یسب الشّیخین أزعجه ذلک فراح یسب علی (علیه السلام)، وإذا سئل عمّا دعاه إلى سبّ الإمام علی (علیه السلام) الذی یحترمه، قال: کنت اُرید أن أنتقم من ذلک الشیعی، ولم أجد ما یغضبه ویثیره خیراً من هذا، فحملوه على أن یتوب عمّا فعل (3).


1. فی ثمانیة مواضع من القرآن نسب تزیین الأعمال إلى الشیطان، وفی عشرة مواضع جاء التعبیر بصیغة المبنی للمجهول «زُیّن»، وفی موضعین إثنین نسب إلى الله، وممّا سبق أن قلناه یتّضح معنى هذه الحالات الثلاث.
2. نهج البلاغه، الخطبة 206.
3. تفسیر روح المعانی، ج 7، ص 218.
التّفسیر سورة الأنعام / الآیة 109 ـ 110
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma