التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأنعام / الآیة 116 ـ 117 لا أهمّیة للکثرة العددیة:

نعلم أنّ آیات هذه السورة نزلت فی مکّة، یوم کان المسلمون قلّة فی العدد، ولعل قلّتهم هذه وکثرة المشرکین وعبدة الأصنام کانت مدعاة لتوهّم بعضهم أنّه إذا کان دین اُولئک باطلا فلم کثر أتباعه؟! وإذا کان دین الإسلام حقّاً، فما سبب قلّة معتنقیه؟

ولدفع هذا التوهّم یخاطب الله نبیّه بعد ذکر أحقّیة القرآن فی الآیات السابقة قائلا: (وإن تطع أکثر من فی الأرض یضلّوک عن سبیل الله ).

وفی الجملة التّالیة یبیّن سبب ذلک، وهو أنّهم لا یتبعون المنطق والتفکیر السلیم، بل هم یتبعون الظنون التی تخالطها الأهواء والأکاذیب ویمتزج بها الخداع والتخمین: (إن یتّبعون إلاّ الظّنّ وإن هم إلاّ یخرصون ) (1).

فیکون مفهوم الآیة الشریفة أنّ الأکثریة لا یمکن أن تکون وحدها الدلیل على طریق الحق، ومن هذا نستنتج أنّه یجب التوجّه إلى الله وحده لمعرفة طریق الحق، حتى لو کان السائرون فی هذا الطریق قلّة فی العدد.

والدلیل على ذلک یرد فی الآیة التّالیة التی تؤکّد على أنّ الله علیم بکل شیء ولا مکان للخطأ فی علمه، فهو أعرف بطریق الهدایة، کما هو أعرف بالضالین وبالسائرین على طریق الهدایة: (إنّ ربّک هو أعلم من یضلّ عن سبیله وهو أعلم بالمهتدین ) (2).

هنا یبرز سؤال: یفهم من الآیة أنّ الله سبحانه أعلم بطریق الهدایة، فهل هناک من یعلم طریق الهدایة بدون هدى الله حتى کون الله هو الأعلم؟!

والجواب: إنّ الإنسان قادر ـ بلا شک ـ أن یتوصّل بعقله إلى بعض الحقائق، ویدرک طریق الهدایة والضلالة إلى حدّ ما، غیر أنّ مدیّات ضوء العقل لها حدود، وقد یظل بعض الحقائق خارج نطاق تلک الحدود، ثمّ إنّ معلومات الإنسان قد یعتورها الخطأ، فیکون لذلک بحاجة إلى مرشدین وهداة إلهیین، لذلک فتعبیر «الله أعلم» صحیح، وإن یکن قیاساً مع الفارق.


1. «الخرص» هو کل قول اُطلق عن ظن وتخمین، وأصله من تخمین کمیة الثمر على الأشجار عند استئجار البستان، وأمثال ذلک، ثمّ اُطلق على کل ظن وتخمین قد یطابق الواقع وقد لا یطابقه، والکلمة تسعمل فی الکذب أیضاً، وقد تکون فی الآیة بکلا المعنیین.
2. صیغة التفضیل تتعدى عادة بالباء، فکان المفروض أن یقال «أعلم بمن یضل» ولکن الباء حذفت هنا و«من یضل» منصوبة بنزع الخافض.
سورة الأنعام / الآیة 116 ـ 117 لا أهمّیة للکثرة العددیة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma