ماهوالعرش؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
لماذا لم یخلق الله العالم فی لحظة واحدة؟ ماهو «الخلق» و«الأمر»؟

«العرش» فی اللغة هو ما له سقف، وقد یطلق العرش على نفس السقف، مثل قوله تعالى: (أو کالذی مرّ على قریة وهی خاویة على عروشها ) (1).

وربّما یأتی بمعنى الأسرة الکبیرة المرتفعة، مثل اُسرة الملوک والسلاطین، کما جاء فی قصة سلیمان: (أیّکم یأتینی بعرشها ) (2).

وهکذا یطلق لفظ العرش على الأسقف التی یقیمها المزارعون لحفظ بعض الأشجار، وبخاصّة المتسلقة منها، کما نقرأ فی القرآن الکریم (وهو الذی أنشأ جنّات معروشات وغیر معروشات ) (3).

ولکن عندما ینسب الى الله سبحانه وتعالى ویقال: عرش الله، یراد منه مجموعة عالم الوجود، الذی یعدّ فی الحقیقة سریر حکومة الله تعالى.

وأساساً فإنّ عبارة (استوى على العرش ) کنایة عن سیطرة حاکم من الحکام على اُمور بلده، کما أنّ المراد من جملة «ثلّ عرشه» هو خروج زمام الأمر من یده وفقدان السیطرة علیه، وقد استعملت هذه الکنایة فی اللغة بکثرة إذ یقال: إنّ جماعة من الناس ثارت فی البلد الفلانی، وأنزلت حاکمه من سریره وعرشه، فی حین من الممکن أن لا یکون لذلک الزعیم والحاکم تخت أصلا.

أو یقال: إنّ جماعة من الناس أیدوا فلاناً، وأجلسوه على العرش، فکل هذه کنایة عن امتلاک السلطة أو فقدانها.

وعلى هذا تکون عبارة (استوى على العرش ) کنایة عن الإحاطة الکاملة لله تعالى وسیطرته على تدبیر أمور الکون ـ سماءاً وأرضاً ـ بعد خلقها.

ومن هنا یتّضح أنّ الذین أخذوا هذه الجملة دلیلا على «جسمانیّة الله» کأنّهم لم یلتفتوا إلى موارد استعمال هذه الجملة العدیدة فی هذا المعنى الکنائی.

وهناک معنى آخر للعرش، وهو أنّه قد ورد أحیاناً فی قبال «الکرسی» وفی مثل هذه الموارد یمکن أن یکون الکرسی (الذی یطلق عادة على المقعد القصیر القوائم) کنایة عن العالم المادی، والعرش کنایة عن عالم ما فوق المادة (أی عالم الأرواح والملائکة) کما جاء فی تفسیر آیة (وسع کرسیّه السماوات والأرض )التی مرّت فی الآیة، 255 من سورة البقرة.

ثمّ یقول بأنّه تعالى هو الذی یلقی باللیل ـ کغشاء ـ على النهار، ویستر ضوء النهار بالأستار المظلمة (یُغشی اللیلَ النهارَ ).

والملفت للنظر أنّ العبارة المذکورة ذکرت فی مجال اللیل فقط، ولم یقل (ویغشی النهار اللیلَ) لأنّ الغطاء والغشاء یناسب الظلمة فقط ولا یناسب النور والضوء.

ثمّ یضیف بعد ذلک قائلا: إنّ اللیل یطلب النهارَ طلباً حثیثاً (یطلبه حثیثاً ).

إنّ هذا التعبیر ـ نظراً لوضع اللیل والنهار فی الکرة الأرضیة ـ تعبیر فی غایة الروعة والجمال، لأنّه لو نظر أحد إلى کیفیة حرکة الکرة الأرضیة من الخارج، وکیفیة دورانها حول نفسها ووقوع ظلها المخروطی الشکل على نفسها، مع العلم أنّ الکرة الأرضیة تدور بسرعة فائقة حول نفسها (أی فی حدود 30 کیلومتراً فی الدقیقة) لأحس أنّ غول الظلّ المخروطی الأسود یجری بسرعة کبیرة على هذه الکرة خلف ضوء النهار.

ولکن هذا الأمر غیر صادق بالنسبة إلى ضوء النهار، لأنّ ضوء الشمس منتشر فی نصف الکرة الأرضیة وفی جمیع الفضاء المحیط بأطراف الأرض، ولا یتخذ لنفسه شکلا خاصاً، وإنّما ظلمة اللیل فقط هی التی تدور مثل شبح غامض الأسرار حول الأرض.

ثمّ یضیف تعالى أنّه هو الذی خلق الشمس والقمر والنجوم، خاضعة لأمره بعد خلقها: (والشمس والقمر والنجوم مسخّرات بأمره ).

(وسوف نبحث حول تسخیر الشمس والقمر والنجوم ومعانی ذلک فی ذیل الآیات المناسبة بإذن الله تعالى).

ثمّ بعد ذکر خلق العالم ونظام اللیل والنهار، وخلق الشمس والقمر والنجوم، قال مؤکّداً: اعلموا أنّ خلق الکون وتدبیر اُموره کلّه بیده سبحانه دون سواه، (ألا له الخلق والأمر ).


1. البقرة، 259.
2. النمل، 38.
3. الأنعام، 141.
لماذا لم یخلق الله العالم فی لحظة واحدة؟ ماهو «الخلق» و«الأمر»؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma